رسالة من ضباط صف القوات المسلحة الملكية الى صاحب الجلالة القائد الاعلى و رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الملكية : وفاء و التزاما لقسمنا الخالد, يؤسفنا ان نحيطكم علما, قائدنا الاعلى, بالمعنويات المنحطة التي يعاني منها ضباط صف القوات المسلحة الملكية في مختلف الاسلحة والوحدات والتخصصات, و التي تعيق قيام هده الفئة الواسعة من الجيش المغربي بمهامها النبيلة المتمثلة اساسا في حماية الوطن و الحفاظ على امنه و استقراره. مولانا اعزكم الله, يشتكي ضباط صف القوات المسلحة الملكية من اوضاع مهنية و اجتماعية مزرية و صلت حد الياس, تكمن اسبابها بالاساس في الظلم الكبير الدي يمارسه كبار الضباط لى مرؤوسيهم الاقل درجة في غياب تام لكل مقومات العدل والرقابة, اضافة الى انتشار سلطة الفساد بكل انواعه, مما يتنافى مع القوانين العسكرية و حقوق الانسان. في حين تتلخص المعانات الاجتماعية لضباط الصف في هزالة الراتب الدي لا يكاد يدكر, بل انهاهانة في حقه, حيث يبتدئ ب 3000 درهم ليصل بعد 37 سنة من الخدمة و التضحية الى 3800 على الاكثر, مما يجعل ضباط الصف و عائلاتهم عرضة للجوع و التشرد, علما ان ضباط صف القوات المسلحة الملكية لا يستفيدون من اية علاوات او محفزات مالية بل تتعرض مخصصاتهم و مخصصات الجيش باكمله من اكل و لباس و وقود غيرها للنهب من طرف عصابة منظمة للوبيات تبتدئ من الضباط قادة الوحدات لتصل حتى كبار الجنرالات كل حسب منصبه. مولانا اعزكم الله, ان فئة ضباط صف القوات المسلحة الملكية عرفت تحولات, على مستوى التكوين و على العقليات, فقد تحول ضابط الصف من شاب بدوي دو مستوى تعليمي متواضع في عهد سابق, الى شاب خريج مدارس و معاهد و جامعات يمتلك شواهد عليا و درجات من المعرفة و الدكاء قد تفوق بكثير كبار الضباط و اطر الدولة. ففي ضباط صف القوات المسلحة الملكية نجد التقني كادنى مستوى و التقني المتخصص و التقني العالي و المهندس (مراقب الملاحة الجوية) في مختلف القطاعات و التخصصات, اضافة الى الاستفادة فئة كبيرة من ضباط الصف لدورات تكوينية في كبرى مراكز التكوين العسكرية الدولية (كالولايات المتحدة و فرنسا). امام هده التحولات ظلت عقلية كبار الضباط الاقطاعيين متحجرة و متطرفة همهم الوحيد التنافس على تضخيم حساباتهم البنكية على حساب الوطن و افراد الجيش, حيث تحولت ثكنات الجيش الى اسواق تباع فيها مخصصات الجيش بل و حتى ارواح الجنود. مولانا الامام, اننا نستحضر واياكم امجاد الجيش المغربي عبر التاريخ امجادا صنعتها و لازالت تصنعها ارواح شهدائنا, ان علم هدا الوطن اخد لونه من دمنا حتى ظل يرفرف من طنجة الى الكويرة, و انه ليحز في قلوبنا رؤية الدولة تتنكر لهده الفئة من الشعب, فنرى ابناء شهدائنا مشردين, و معطوبو الحرب اصحاب العاهات المستدامة بدون تعويضات, ومتقاعدينا يتسولون فراتب التقاعد لايتجاوز 1200 درهم, دون ان ننسى ضباط الصف المرابطين في الصحراء المغربية, عيونهم لا تنام, و حواسهم لا تستكين, ضحوا بشبابهم ليتعايشوا مع قسوة المناخ وسط لج من الالغام, بعيدين مئات الكيلومترات عن اهلهم و دويهم, تتوالى عليهم الايام و تمر السنين, هجرتهم الاعياد, يحاربون جوعهم باكل قد ترفضه حتى الدواب, السنتهم تنحني عطشا... لتكون علاوة الجنوب اقل من 1200 درهم, في حين ينعم كبار ضباطنا برغد العيش في قصور مكيفة على حساب مستحقاتنا. امير المؤمنين, ان هده الفئة من خدام اعتابك الاوفياء تستنجد بكم لرفع الظلم و الحيف عنها, بانشاء هيئة مستقلة و نزيهة للانصات و التحقيق و متابعة تظلمات و شكايات افراد الجيش و محاسبة المسؤولين عن ايت خروقات او تجاوزات في هده المؤسسة الملكية, مع اصلاح القضاء العسكري, اضافة الى استعجال رفع اجورضباط الصف حتى ترقى ولو بقليل الى مستوى تضحياتنا التي لا تقدر بثمن مع اعادة االنظر في نظام الترقية. ملكنا الهمام, ان ضباط صف القوات المسلحة الملكية ستنتظر خطابكم السامي في دكرى تاسيس القوات المسلحة الملكية يوم 14-05-2011 ليكون انطلاقة ثورة تقودونها ضد الفساد الدي ينخر اركان جيشكم, تماشيا و الثورات التي اعلتتم عنها في خطابكم التاريخي يوم 09-03-2011. وتقبلوا منا صاحب الجلالة و المهابة, قائدنا الاعلى, فائق التقدير و الاحترام و الاجلال, و دمتم نصرة للمظلومين و شوكة في حناجر المفسدين, و دمتم فخرا لهده الامة. خدامك الاوفياء : ضباط صف القوات المسلحة الملكية