ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، محفوفا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ومرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم السبت بساحة المشور بالقصر الملكي بتطوان، حفل أداء القسم من طرف الضباط المتخرجين من المدارس العليا العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والحرس الملكي. وتفضل صاحب الجلالة بهذه المناسبة فأطلق على هذا الفوج إسم "شارل دوغول". وبعد تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، ألقى جلالة الملك الكلمة السامية التالية : " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. معشر الضباط، يسعدنا أن نستقبل، اليوم، الفوج الجديد من الضباط، خريجي المدارس والمعاهد العسكرية والأمنية والترابية ; وذلك لأداء القسم أمام جلالتنا، القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. وقد قررنا أن نطلق على فوجكم، إسم الجنرال " شارل دوغول "، لما كان يجمعه بجدنا المنعم، جلالة الملك محمد الخامس، أكرم الله مثواه، بطل استقلال المغرب، من التزام مثالي بقيم الشجاعة، والامتثال لواجب الدفاع عن سيادة الوطن وحوزته. وذلك ما تجلى في النداء التاريخي، لكل منهما، من أجل تحرير فرنس`ا. كما تجسد في تخويل الجنرال دوغول ، جدنا المنعم، الوسام الرفيع لرفيق التحرير; مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت والوزير الأول البريطاني وينستون تشيرشل . وهو ما شكل اعترافا من بطل تحرير فرنسا، بالموقف التاريخي المشهود، لجدنا المنعم، بجانب فرنسا والعالم الحر، ضد النازية والفاشية ; مما أكسب المغرب، منذ مؤتمر أنفا، دعما دوليا، لاسترجاع حريته وسيادته. وقد حرص جدنا المقدس على أن يكون من أركان بناء الدولة المستقلة، تأسيسه للقوات المسلحة الملكية، التي عمل رفيقه في الكفاح، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه ، على إدماج المقاومة وجيش التحرير في طليعة صفوفها. فكونوا، رعاكم الله، في مستوى ما يرمز إليه هذا الرصيد التاريخي، من تضحية في سبيل الأوطان; أوفياء لشعاركم الخالد : الله، الوطن، الملك. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته" . وبعد أداء القسم بين يدي جلالة الملك ، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استعرض جلالته، محفوفا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ومرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل، مختلف وحدات الفوج الجديد، المتخرج من الأكاديميات والمدارس والمعاهد العليا العسكرية. ويتكون هذا الفوج من 1523 ضابطا من بينهم 197 عنصرا نسويا ينتمون إلى المؤسسات التالية: الأكاديمية الملكية العسكرية والمدرسة الملكية الجوية والمدرسة الملكية البحرية والمدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية (من بينهم 16 عنصرا نسويا). وينضاف إلى هذه الفئات ضباط الاحتياط خريجو المدارس العليا التالية : المدرسة المحمدية للمهندسين (من بينهم 112 عنصرا نسويا) والمعهد الملكي للإدارة الترابية لوزارة الداخلية (من بينهم 20 عنصرا نسويا) والمعهد الملكي للشرطة (من بينهم 16 عنصرا نسويا) والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين (من بينهم عنصران (2) نسويان) ومركز التكوين الجمركي (من بينهم 7 عناصر نسويا)، بالإضافة إلى ضباط القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والحرس الملكي والقوات المساعدة (من بينهم 17 عنصرا نسويا). وبعد مراسم حفل أداء القسم، تفضل صاحب الجلالة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بترقية عدد من الضباط السامين إلى رتبة جنرال دو ديفيزيون وجنرال دو بريكاد وكولونيل ماجور. وتندرج هذه المبادرة السامية في إطار الترقية المنتظمة التي تشمل الضباط وضباط الصف والجنود المستحقين من مختلف وحدات القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي برسم سنة 2010، وذلك في إطار ما جرت عليه العادة خلال الاحتفالات بعيد العرش المجيد. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قد استقبل بتطوان يوم 29 يوليوز 2010 الجنرال دو كور دارمي عبد العزيز بناني المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية رئيس لجنة الترقية للقوات المسلحة الملكية، الذي سلم للسدة العالية بالله، حصيلة أشغال الترقية لكافة مكونات القوات المسلحة الملكية (البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي). وتجدر الإشارة إلى أن صاحب الجلالة كان قد استقبل الجنرال دو كور دارمي عبد العزيز بناني في فاتح يوليوز 2010 بطنجة حيث تلقى من جلالته التوجيهات السامية بخصوص المعايير الخاصة بالترقية التي يتعين أخذها بعين الاعتبار. وقد حظي جدول الترقية بالموافقة المولوية لصاحب الجلالة الذي هنأ المرقين الجدد وحث كافة أفراد القوات المسلحة الملكية على المضي قدما في أداء واجبهم النبيل متشبثين بشعارهم الخالد (الله، الوطن، الملك). وفي كل سنة بمناسبة عيد العرش المجيد يحيط صاحب الجلالة ، نصره الله، بعنايته السامية أسرة القوات المسلحة الملكية وذلك بالمصادقة على جدول الترقية مؤكدا عزم جلالته وحرصه على تحسين ظروفها المادية والمعنوية. كما يحرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، عناية من جلالته بهذه المؤسسة ورغبة منه في ربط الماضي بالحاضر، على إعطاء هذا الحفل خصوصية مميزة وطابعا خاصا لترسيخه في الذاكرة وتسجيله ضمن التقاليد الموروثة للقوات المسلحة الملكية. حضر هذا الحفل الوزير الأول ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين ومستشارو صاحب الجلالة والهيئة الوزارية ورئيس المجلس الأعلى والوكيل العام للملك به ورئيس المجلس الدستوري وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والملحقون العسكريون بمختلف السفارات المعتمدة بالمغرب والمدير العام للأمن الوطني ووالي جهة طنجة تطوان وعدة شخصيات أخرى مدنية وعسكرية