نظم المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية والمركز المغربي للتربية المدنية وبشراكة مع المجلس المحلي للشباب بالجديدة وبدعم من صندوق الأممالمتحدة للديمقراطية، اللقاء الجهوي الثاني بجهة دكالة عبدة حول موضوع :"الشباب والمشاركة السياسية في أفق الانتخابات الجماعية 2015"، وذلك يوم 8 نونبر الجاري بقاعة الندوات بالمجلس البلدي بمدينة الجديدة. وقد عرف هذا اللقاء المندرج في إطار مشروع "شباب ديمقراطي فاعل"، مداخلة ممثلة المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية والتي أبرزت من خلالها أهمية مشاركة الشباب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث يعمل المركز في هذا الإطار على تمكين الشباب من الآليات والمكانيزمات التي تخول له إمكانية تقييم السياسات العمومية. ويعمل المركز أيضا على الانخراط في مشروع فتح ورش الديمقراطية في المغرب من خلال تفعيل مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي. وركز ممثل المركز المغربي للتربية المدنية في مداخلته على أهمية الدور الذي أقامه المركز مع الفرقاء الدوليين والمحليين قصد إقامة شراكات مع المؤسسات التعليمية المختلفة في أفق تفعيل دور الشباب في الممارسة السياسية في المغرب، باعتبار أن الشباب يعد رأسمال المجتمع المغربي. كما أشار رئيس المجلس المحلي للشباب بالجديدة إلى أن المجلس قد عمل، منذ مايقارب 4 سنوات على تأسيسه، على مواكبة وتأطير الشباب المحلي عبر اللقاءات والندوات الفكرية والعلمية، حيث يندرج هذا اللقاء ضمن صيرورة اللقاءات التي نظمها المجلس. ويختتم رئيس المجلس المحلي للشباب بالجديدة بالتأكيد على ضرورة مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمدنية، وبالخصوص في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وقد ركز الأستاذ محمد بلعيدي، خبير وطني في التدبير الجمعوي، في عرضه تحت عنوان :"دور الشباب في التنمية المجتمعية والمدنية" على الدور الأساسي والفعال للفاعل المدني خلال الاستحقاقات السياسية الوطنية والمحلية. وأبرز محمد بلعيدي الإقصاء والتهميش الذي يعاني منه الشباب في المجتمع المغربي، مما ينتج عنه عدم الثقة في النفس لذى هؤلاء الشباب. لذا، ضرورة إشاعة وترسيخ قيم التطوع داخل فئات الشباب قصد المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الانتخابية. وقد عمل المغرب، يضيف محمد بلعيدي، على تحيين الترسانة القانونية لتحفيز الشباب على المشاركة في الحياة السياسية، إلا أن الإستقطابات الإنتخابوية الضيقة التي يتعرض لها الشباب أثناء الاستحقاقات الإنتخابية تحول دون مشاركته المشاركة الفاعلة والوازنة. كما تعد أهمية انخراط الشباب في المجتمع المدني والسياسي من خلال التطوع انخراطا مبني على إستراتيجية إيجابية في المستقبل، وذلك قصد القطع مع وثيرة تدني مشاركة الشباب في الاستحقاقات الانتخابية. لقد أتبثت حركة 20 فبراير وجود حركية الشباب في المجتمع المغربي، والتي تحتاج إلى التوجيه والتأطير في أفق تفعيل دور الفاعل الجمعوي في المجالات الاجتماعية المختلفة، حيث يخلص الأستاذ محمد بلعيدي إلى أنه "لا يمكن أن يكون فعل مدني فاعل بدون حركة تطوع الشباب". من جانبها، ركزت الأستاذة أمال الراغ، باحثة في قضايا الشباب والديمقراطية المحلية، في عرضها تحت عنوان :"الشباب وتدبير الشأن المحلي بين المدخل المدني والمدخل السياسي" على معطيات مختلفة متمثلة في انخفاض معدل نمو فئات الشباب في العشرين سنة المقبلة، مما يدعو إلى بناء إستراتيجية تحيينية قصد مواكبة التحولات الديمغرافية التي يشهدها المجتمع المغربي؛ وفي عدم الحضور الفعلي للأحزاب السياسية في المشهد السياسي المغربي، حيث أن الأحزاب لا تفي بوعودها اتجاه قضايا ومشاغل الشباب؛ وفي الآليات التي بإمكانها تحفيز الشباب على المشاركة السياسية عبر خطاب سياسي مفهوم وواضح، وعدم الالتزام بوعود لا يمكن تحقيقها وكذا تفعيل الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب السياسية؛ وفي ضرورة تطبيق الكوطا في الاستحقاقات الانتخابية؛ وفي تفعيل دور الإعلام البديل الذي أظهر فعاليته في تأطير وتوجيه الشباب قصد المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الانتخابية. وتخلص الأستاذة أمال الراغ إلى أهمية انتماء وانخراط الشباب في المجتمع المدني، حيث أن هذا الانتماء المدني لا يقل أهمية عن الانتماء السياسي. هذا، وقد عبرت مداخلات الشباب الذي حضر هذا اللقاء عن رغبته في المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الانتخابية، إلا أن هذه الرغبة تصطدم بمجموعة من العوائق المتمثلة في الإقصاء الممنهج للشباب كقوة اقتراحية فاعلة داخل الحقل السياسي المغربي؛ وفي التعامل مع قضايا ومشاغل الشباب من منظور مناسباتي؛ وفي محاربة الدولة لتأطير الشباب عن طريق منع العمل الجمعوي الهادف والجدي؛ وفي ضرورة طرح القضايا الكبرى التي تشغل بال الشباب في غياب العمل السياسي الفاعل للأحزاب السياسية وكذا تناقض الخطاب والممارسة السياسية لذى الأحزاب السياسية المغربية؛ وفي المشاركة الفاعلة التي لا تتأتى بدون وعي سياسي سليم، مما يدعو بالضرورة إلى تجديد الخطاب السياسي للأحزاب السياسية المغربية. وتخلص مداخلات الشباب إلى أن الدولة تحارب الأحزاب السياسية الجادة والجمعيات الهادفة.