تغطية : عمر محموسة و عبد القادر مبطيل / وصل الوجديون الفارون من جحيم القذافين مدينة وجدة عبر حافلتين تقل حوالي ست عائلات مكونة مما يقرب 60شخصا ، بعد رحلة جد متعبة على متن باخرة مغربية ، انطلقت مت ليبيا مرورا بإيطاليا و فرنسا و إسبانيا . فر الوجديون بأسرهم و أبنائهم من طرابلس و غيرها من المدن الليبية المشتعلة ، عاشوا رعبا حقيقيا ، تركوا كل ما ملكت أيديهم ، ووجدوا أنفسهم أمام مصير مجهول و مستقبل تحيط به الكثير من علامات الشك ، خاصة و أنهم وجدوا الكثير من الجفاء و سوء المعاملة من إخوانهم المغاربة قبل الليبيين ، كيف ذلك ؟ لنعرف الجواب ، نتتبع رحلة المعاناة تجاه مغرب لا زال يبحث عن ذاته يحكي الوجديون الفارون من جحيم القذافي ، أن انتظارهم وسيلة نقل تحملهم إلى وطنهم ، طال فزادت المعاناة و زاد الخوف ، وصلت الطائرة و الباخرة ، و كان عليهم أن يتدبروا نقود الرحلة ، ما بين 250 و 300 دينار ليبي ، دون أن يقدم لهم الساهرون على ترحيلهم تذاكر السفر ما يعني أنهم تعرضوا للنصب و الاحتيال من طرف إخوانهم المغاربة المشتغلين بالسفارة و القنصلية ، سافروا في ظروف لاإنسانية ، إذ تم تكديس أكثر من 3500 مرحل في الباخرة لا تسع لأكثر من 1500 مسافر . عندما وصلوا إلى ميناء طنجة ، تم ترحيلهم إلى مدنهم عبر الحافلات . أقلعت حافلتان تحمل ما يناهز ست أسر أي حوالي ستين شخصا في اتجاه مدينة وجدة ومنها باقي أقاليم الجهة الشرقية . وصول الوجديين إلى مدينتهم أربك المسؤولين المحليين لأنهم لم يحسنوا التصرف مع هذا الملف الجديد الذي سيؤرقهم لا محالة مما أدى إلى المزيد من المعاناة ، حيث تم التخلي عنهم منذ أول وهلة و لم تتم مراعاة ظروفهة المعيشية القاسية و غير الواضحة ، ببساطة لم يجد الوجديون الفارون من جحيم الديكتاتور مأوى يحميهم من الضياع و التشرد ، و لم تكلف السلطات المحلية نفسها ، البحث عن حل لهم و لو بصفة مؤقتة ، تركوا يواجهون مصيرهم وحدهم ، تنكرت لهم السلطات المحلية و لم تعترهم بمشاكلهم . أمام التصرف غير المسؤول تطوع رجل اسمه " بوفلجة " يملك مقهى شعبية بسيطة و اقترح أن يأويهم ببيته الضيق ريثما يجدون حلا لإشكاليتهم المستعصية . لإسماع صوتهم ، عقدوا ندوة صحفية مصغرة بتنسيق مع جمعية " أكوديك "، حضرتها الشرق الآن ممثلة في الزميلين عمر محموسة و عبد القادر مبطيل ، كما حضرتها وكالة المغرب العربي للأنباء و ثلة من صحافيي المنابر المحلية و الوطنية ، تحدث الفارون من جحيم القذافي ،عن معاناتهم بليبيا ، كما تحدثوا عن صدمتهم بما لقوه من جفاء داخل الوطن ، و لتوسيع دائرة الإعلام و الإخبار بمعاناتهم اليومية ، قرروا أن ينفتحوا على الصحافة العالمية و العربية فتمت مراسلة قناة العربية ، ليطلعوها على وضعية الشعب الليبئ ، و على وضعيتهم المتأزمة و الغامضة في وطن تنكر لأبنائه و في هذا الإطار ناشد الوجديون الفارون من جحيم القدافي ، أن تكون جريدة الشرق الآن منبرا لإسماع صوتهم من أجل حل عاجل لمشاكلهم الاجتماعية ، لتلبية ندائهم ، ستخصص الجريدة لقاءات و حوارات و شهادات حية لهم ، كما نتوجه إلى السلطات المحلية بنداء عاجل من أجل تسوية ملف الوجديين الفارين من جحيم القذافي