السيد رئيس المجلس الاقليمي السيد رئيس المجلس البلدي السادة رؤساء المصالح الخارجية، وأعضاء الوفد الرسمي السيد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان السيد مدير اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ضيوف الدورة الثالثة لمهرجان كلميم لمسرح الجنوب جمهور مدينة كلميم
أمس فقط عدنا من مدينة أكادير محملين بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح الحساني في دورته الثانية، المهرجان الذي شهد مشاركة فرق من كافة مدن الصحراء المغربية. كما توج المهرجان مسرحية "الريح" بجائزة أحسن تشخيص ذكور وجائزتي أمل. هذا التتويج يأتي ليؤكد لنا صدق اختيارنا لما فكرنا في الانتقال الى إنتاج أول عرض مسرحي احترافي بإمكاناتنا الذاتية معتمدين على كفاءات كلميم الشابة، هذا العرض الذي اختارته لجنة الدعم المسرحي بوزارة الثقافة من ضمن 96 عرضا على المستوى الوطني، كما نزف لجمهور كلميم خبر اختيار وزارة الثقافة لمسرحية الريح كي تقدم ضمن العروض المسرحية الموازية لفعاليات المهرجان الوطني للمسرح بمكناس والذي تحتضنه العاصمة الاسماعيلية شهر يونيو القادم، الشيء الذي منحنا دفعة جد قوية للمضي قدما في المشروع المسرحي الذي تبنته الجمعية قبل سنوات في محاولة منها لإعادة بناء الحركة المسرحية بكلميم باعتماد نهج تشاركي منفتح على مختلف الفعاليات المحلية والوطنية وتركيز الاهتمام على تأهيل العنصر البشري في مجالات التمثيل والتدبير الإداري والمادي والمالي ومختلف التقنيات المرتبطة بالمنتوج الإبداعي المسرحي والمساهمة في تحقيق الإشعاع المطلوب لمدينة كلميم عبر استضافة مبدعين ومهتمين من داخل الوطن وخارجه والمشاركة البناءة في المهرجانات والملتقيات التي تنظم في كل ربوع المملكة، وأيضا الاستثمار الأمثل للبنيات الثقافية المتوفرة. ولعل مهرجان كلميم لمسرح الجنوب _الذي اصبح موعدا سنويا لتجديد اللقاء بفرق دولية، اساتذة باحثين و نقاد معروفين جهويا و وطنيا و بجمهور كلميم ايضا_ قلت لعله جزء من هذا المشروع المسرحي، هذا المهرجان الذي يتضمن في نسخته الثالثة عروضا مسرحية تعكس تنوع التجارب المسرحية الاحترافية بدول تنتمي الى فضاءات افريقية وعربية، تنظيم ندوات فكرية، وفي باب التكريم اختارت الجمعية احد رجالات المسرح والتربية الذي ساهم في إغناء الساحة المسرحية الوطنية بعطاءاته المتعددة تنظيرا وتأليفا وإخراجا هو الاستاذ الحسين الشعبي و محليا وقع الاختيار على الاستاد عبدالعزيز منتوك اعترافا بالمجهودات التي بذلها في سبيل ارساء ممارسة مسرحية ايام جمعية الاطلس الصغير. كما كنا نود ان ينفتح المهرجان على التجارب المسرحية الهاوية التي يشتغل عليها الشباب الممارس بجهة كلميمالسمارة، وعلاقة بالرفع من القدرات الفنية والجمالية للممارسين الشباب بكلميم كانت ستخصص ورشات تكوينية تهم السينوغرافيا والتشخيص و الادارة الفنية بالاضافة الى معرض للكتاب على هامش المهرجان لولا الظروف المادية القاسية التي واجهت المهرجان الذي ناضلنا ولا نزال نناضل و نضحي بكل الامكانيات المتوفرة لدينا للرقي به الى مصاف المهرجانات الدولية المعروفة. قسوة هذه الظروف تأتي اساسا من تخلي بعض شركائنا عن هذه الفعاليات ورفضهم التجاوب معنا لأسباب غامضة و نجهلها خصوصا فيما يتعلق بالفضاء الذي سيحتوي التظاهرة ولعل هذا القاعة التي نتواجد بها حاليا لخير دليل على ما اقول التي كان من المفروض ان تحتضن فعاليات المهرجان الا اننا واجهنا مشكل الربط بالكهرباء و كحل استعجالي كنا مجبرين على نقل المهرجان الى قاعة سينما الخيمة، ونحن نعي الظروف القاسية لهذا الاختيار الاضطراري والتي على الجميع تحملها بما فيها صورة كلميم وطنيا وعربيا، مع العلم ان مثل هذه المهرجانات تعد فرصة ثمينة لا يجب على الشركاء تفويتها ليسفيدوا منها قدر المستطاع سواء على مستوى التكوين او الاشهار لهم. و في هذا الاطار كانت ادارة المهرجان قد اصدرت بيانا يدين مثل هذه التصرفات الهوجاء و التي تنم عن انعدام روح المسؤولية لدى بعض مسؤولي هذه المدينة وتماطلهم في التجاوب السريع مع المهرجان و الحسم بصورة واضحة فيما يتعلق بالفضاء خصوصا بعد تجربة السنة الماضية و حتى عندما نطالب بموعد لا نسمع سوى صدى اصواتنا فكل الاذان صماء ام انها تتصنع الصمم. ولا نخفيكم سرا، أننا كنا نعتزم إعلان تأجيل تنظيم الدورة الحالية بل نادى البعض بإلغاءها كليا، لكننا حرصا منا على رسالتنا والتي نعتبرها معركة على الواجهة الثقافية والفنية للمدينة والجهة، قررنا تحدي جميع الظروف وها نحن نلتقي اليوم في الدورة الثالثة للمهرجان ونحن مصرين على الاحتجاج بصوت عالي على أسلوب التسويف التي قرر بعض المسؤولين والشركاء معاملتنا به. كما أن عائلتنا الكبيرة في المجتمع المدني، إطارات وفعاليات، الى جانب المنابر الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة والالكترونية قدمت لنا السند الكبير في مواصلة تحدي الظروف اللاتنظيمية واللامسؤولة للبعض. إن معركتنا اليوم هي معركة المغرب بكامله في جعل الثقافة في صلب ومقدمة رهانات التنمية المنشودة. ولعل الخطاب الملكي يمثل مرجعا أساسيا في هذا الشأن، والذي نادى بالنهوض بالثقافة الحسانية وإدماجها في المنظومة التربوية. لكن يبدو أن بعض مسؤولينا يظلون خارج سياق التاريخ ويصرون على جعل الثقافة في مؤخرة اهتماماتهم. إننا نؤكد اليوم على التزامنا مواصلة تحدي جميع الظروف كي نعيد لكلميم وجهها الحضاري وسنواصل معركتنا وهذه المرة وفق استراتيجية جديدة وخطوات أكثر جدة، سنعلن عن تفاصيلها قريبا، وتأتي هذه الخطوة استكمالا للمذكرة المرفوعة للسيد والي جهة كلميمالسمارة والتي قدمناها بداية الشهر الحالي. كما سنصدر بيانا بعد نهاية هذه الدورة الثالثة سنقدمه خلال ندوة صحفية من شأنه أن يميط اللثام على كثير من الظروف والملابسات التي تحكمت في تدبير الشأن المحلي على صعيد الثقافي والفني. وستلي هذه الخطوة، استراتيجية جديدة ستمكننا من مواصلة معركتنا الحقيقية ورسالتنا النبيلة. في اخر الكلام احب ان اشكر كل الشركاء الذين لم يتخلوا عنا و اشد على ايديهم بحرارة كما اشكر كل المنابر الاعلامية المرئية و المسموعة و الالكنرونية التي تواكب التحضيرات و فعاليات المهرجان واشكرا دائما وابدا جمهور كلميم.