عقد مجلس الشباب مدينة الجديدة مناظرة تحت عنوان "حصيلة الجماعة الحضرية لمدينة الجديدة سنة 2012" يوم الأحد31 مارس بقاعة الاجتماعات بالمجلس البلدي في مدينة الجديدة. وقد هذا اللقاء حضور السيد خليل برزوق نائب رئيس المجلس الحضري للجديدة عن الأغلبية والمستشار البلدي السيد عبد الحق الرهني عن المعارضة، حيث الأستاذ خليل برزوق حصيلة المجلس البلدي من خلال ورقتان، الورقة الأولى تضم مصاريف المجلس البلدي والورقة الثانية تهم مداخيل المجلس. ففي مايخص المصاريف، أبرز الأستاذ برزوق بداية بأن بلدية مدينة الجديدة تعد بلدية مواطنة، حيث أن 45٪ إلى 50٪ من الميزانية تصرف على الموظفين. كما أن المجلس البلدي قد صرف 13 مليار سنتيم خلال السنة المالية 2012 موزعة على الإنارة العمومية ب10 مليار سنتيم، وعلى النظافة ب2 مليار سنتيم، وعلى طرح النفايات بمليار سنتيم. أما في مايخص مداخيل المجلس الناتجة عن الضرائب المحولة والتي بلغت 13 مليار سنتيم، فتعد من المعيقات الكبرى التي تقف أمام التسيير العادي للمجلس البلدي، نتيجة كثرة المتأخرات. كما أبرز الأستاذ برزوق الخصاص الكبير الذي تعرفه مدينة الجديدة في البنيات التحتية وكذا الخدمات الإجتماعية والثقافية والرياضية، نتيجة غياب التنسيق والعمل التشاركي مع الإدارات الخارجية. ف"بلدية الجديدة لايمكن أن تحل محل الإدارات الخارجية"، وبالتالي ضرورة العمل على خلق روح تشاركية بين المجلس البلدي والإدارات الخارجية قصد تدارك الهشاشة والخصاص الذي تعرفه المدينة. في هذا السياق، يضيف برزوق، تم رصد مبلغ 7 مليون درهم قصد تأهيل مدخل مدينة الجديدة، وذلك في إطار شراكة بين المجلس البلدي وجهة دكالة عبدة. كما أن التوسع العمراني وكذا الهجرة القروية الذي تعرفهما مدينة الجديدة قد أفرزا مجموعة من الدواوير الهامشية التي تم ضمها في السنوات الأخيرة إلى المدار الحضري، إلا أن هذا التقسيم الإداري الجديد لم تواكبه الدراسات التقنية الضرورية، مما أدى إلى بروز اختلالات بنيوية على مستوى التهيئة العمرانية لهذه الدواوير الهامشية. ويخلص برزوق إلى أن المجلس البلدي يؤكد على ضرورة إعادة تصميم تهيئة مدينة الجديدة، بحيث أن هذا التصميم لا يتماشى مع رغبة المجلس البلدي. من جانبه، نوه السيد عبد الحق الرهني بمبادرة مجلس الشباب مدينة الجديدة التي تأتي في سياق جد خاص، حيث أن المجلس البلدي بمدينة الجديدة قد انعقد في دورة مغلقة في فبراير الماضي، ليتم اقصاء الجسم الإعلامي وكذا المواطنين من الحضور إلى هذه الدورة. ويأتي انعقاد دورات المجلس البلدي في جلسات مغلقة، يضيف الرهني، إستجابة طبيعية للسياسة الهجينة التي ينهجها المجلس البلدي، والمتمثلة أساسا في إقرار الأغلبية للبرامج وكذا المصادقة عليها دون أخذ بعين الإعتبار آراء ومقترحات المعارضة. كما ركز الأستاذ عبد الحق الرهني في مداخلته على هشاشة البنيات التحتية وكذا الخصاص الكبير في التهيئة العمرانية لمدينة الجديدة، نتيجة التدبير اللاعقلاني للمنشئات الإجتماعية والثقافية والرياضية. ويخلص الرهني إلى أن أكبر "إنجاز" قام به المجلس البلدي يتمثل في تفقير الوعاء العقاري لبلدية الجديدة من خلال تفويت الملك العمومي بأثمنة بخسة لوجهاء وأعيان إقليمالجديدة. كما أن غياب القرار السياسي يضيع على خزينة المجلس أموالا طائلة. هذا، وقد أجمعت مداخلات الشباب على التنويه بمبادرة مجلس الشباب مدينة الجديدة، واعتبرت أن غياب السيد عبدالحكيم سجدة رئيس المجلس البلدي عن اللقاء رغم الدعوة التي وجهت إليه، يعد تملصا من المسؤولية وكذا هروبا من مواجهة أسئلة الشباب الحاضر في اللقاء. كما ركزت مداخلات الشباب على الخصاص المدقع في البنيات التحتية والهشاشة الكبيرة في الخدمات الإجتماعية، مما ينعكس سلبا على واقع الشباب بمدينة الجديدة. وقد أكد المستشار الجماعي السيد الغرباوي على الإنعكاسات السلبية لتفويت الممتلكات الجماعية لمدينة الجديدة، والمتمثلة في غياب المصلى وغياب مقبرة وكذا توقف الأشغال بالمستشفى الإقليمي الجديد... ويخلص الأستاذ الغرباوي إلى أن التسيير الحالي للمجلس البلدي بمدينة الجديدة لا يرقى إلى مستوى المدينة، حيث أن المجلس حقق سنة 2011 أكبر فائض في الميزانية والذي بلغ 2 مليار 600 مليون سنتيم، إلا أن سوء التسيير حال دون توظيف هذا الإنجاز التوظيف الأنسب. وفي معرض تعقيبه على تدخلات الشباب، أكد الأستاذ خليل برزوق على أن تغييب الآليات القانونية الدستورية والسياسية يحول دون معالجة المعضلات الكبرى التي تعاني منها مدينة الجديدة معالجة عقلانية وموضوعية. كما أن تعاقب الأطياف السياسية المغربية المختلفة على تسيير وتدبير الشأن المحلي بمدينة الجديدة قد حقق مجموعة من التراكمات التي لاتخلو من هفوات. لذا، ضرورة تقييم وتقويم تسيير وتدبير الشأن المحلي من خلال تبني المواقف الحضارية المتمثلة في رفع الخروقات القانونية إلى السلطات المحلية وكذا المجالس المختصة قصد حماية المال العام. "إن مستقبل المغرب بيد الشباب، وعلى هذا الأخير أن يقول كلمته في المحطات القادمة". وقد تساءل عبدالحق الرهني في الأخير عن البرامج التنموية بمدينة الجديدة وكذا عن لوبيات الفساد التي تحول دون تحقيق هذه البرامج على أرض الواقع.