غابة سدي معافة بوجدة، تسجل رقما جديدا ضمن لائحة المنتحرين بمدينة وجدة ، الظاهرة التي تستحق أكثر من وقفة لمعرفة الأسباب و البواعث ، خاصة عندما يكون المنتحر شخصية لها وزنها بالمدينة معروفة باتزانها ، و مواظبتها على أداء مهمتها التي تفرض التواصل مع المواطنين و البحث عن حلول لمشاكلهم ، تلك كانت بعض ميزات شخصية الأستاذ "عبد الله السراج""،المحامي بهيئة مدينة وجدة الذي أقدم على الانتحار شنقا بواسطة حبل معلق على شجرة بغابة سيدي معافة ، حيث تم العثور على جثته يوم الخميس صباحا 11/11/2010 أسباب الانتحار مجهولة و غير مفهومة ، لأن كل محيط الفقيد من عائلة و أسرة و زملاء في الهيئة ، يشهدون أن الفقيد كان يعيش حياة عادية لا تشوبها شائبة مما يجعل الشكوك تحوم حول فرضية جريمة قتل من طرف المهاجرين الأفارقة الذين يستوطنون الغابة ، حيث تعود المرحوم على ممارسة رياضة الجري بذلك الفضاء و يحتمل أن يكون تعرض لجريمة قطع الطريق من أجل سلب ما يملك فتطور الأمر إلى القتل و لإخفاء الجريمة علق بحبل على شجرة ليظن رجال الشرطة أن الفقيد هو من وضع حدا لحياته ، لكن هذه الفرضية التي لاحت في الأفق ، سرعان ما تم تفنيدها و تغليب فرضية الانتحار ، لأن الفقيد لم يكن يحمل معه ما يدعو لسرقته ، خرج من البيت ببذلة رياضية ، موهما أسرته أن خروجه كان عاديا بحيث لم تظهر عليه أية علامة تبعث على القلق ، لكنه خرج و لم يعد ، ترك زوجته و ابنته الصغيرة ، يجتران آلام الصدمة في طلائع عيد الأضحى ، وأشار بعض معارفه أن الفقيد لم يكن يعاني من مشاكل تدعو إلى القلق أو توجب فعل الانتحار ، بل كباقي البشر ،كان يعاني أحيانا من الضائقة المالية لكنها ليست بالحدة التي يمكن أن تدفع نحو الانتحار, نقلت جثة الفقيد إلى مستشفى الفارابي من أجل التشريح ، و لازال البحث من طرف الدرك الملكي متواصلا ،للكشف عن كل ملابسات القضية ، ولازالت فرضية تعرض المحامي للاعتداء كما لازالت فرضية الانتحار مطروحة بكل قوة ، و كيف ما كانت النتيجة فن هيئة المحامين بوجدة فقدت رجلا من خيرة رجالها و لا يسعنا في الشرق الآن إلا أن نقدم تعازينا لأسرة الفقيد راجين من الله أن يلهمهم الصبر و السلوان و إنا لله و إليه راجعون