أموال عائدات البترول، وخيرات الجزائر، محرمة على المواطنين الجزائريين المغلوبين على أمرهم، فهي حلال فقط على نخبة معروفة. فبعدما أن ضاقت سبل الحياة الكريمة وصار العيش لا يطاق وسدت كل سبل الأمل في وجه مواطنة جزائرية تسكن بحي النصر في بلدية شلالة العذاورة، جنوب شرق المدية و في محاولة منها للفت انتباه السلطات المحلية للوضعية المأساوية التي تتخبط فيها رفقة أبنائها الثلاثة. قامت هذه الأخيرة بإضرام النار في مسكنها ، وقد أثار هذا الحادث الأليم هلعا كبيرا في أوساط سكان العمارة رقم 36 بالطابق الأول، مباشرة بعد ساعة من صلاة الجمعة المنصرم ، حيث فوجئ سكان العمارة بالدخان وبألسنة النيران التي تنبعث من شرفة ونوافذ مسكن السيدة. مما اضطر مجموعة من سكان الحي إلى تكسير باب الشقة وإخراج السيدة رفقة أبنائها الثلاثة، قبل أن يسارعوا لإخماد الحريق، الذي لولا تجند السكان في الوقت المناسب لكان قد أحدث كارثة حقيقية بالعمارة الموصولة بشبكة الغاز الطبيعي. وقد تم نقل السيدة التي تبلغ من العمر 27 سنة، رفقة أبنائها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية بعد تعرضهم للاختناق بسبب الدخان، إنها صورة أخرى من الصور القاتمة التي تعبر عما يجري في الجزائر من احتقان شعبي ،أصبح يدفع بالناس إلى الانتحار الجماعي. نجيب الأسد