في الوقت الذي كان مجلس الجهة يتداول جدول أعماله خلال دورته العادية لشهر شتنبر، داخل قاعة الاجتماعات بمقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد والتي انطلقت في حدود الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 28 شتنبر الماضي ، كان حوالي 30 عضوا، جلّهم شابات، من أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بوجدة، يخوضون وقفة احتجاجية صاخبة وغاضبة أمام مقر الولاية، رددوا خلالها شعارات قوية واستنكارية، من قبيل "الإجازة والدكتورة ، والخدمة بالتدويرة" و"يا نظام العطالة ويا نظام البطالة/باراكا من الأقاويل، هذا زمان الأباطيل" و"دوَّزنا المباريات، لاحونا في المهملات/ونجحو الشخشيخات،أصحاب لفلوس والباليزات"... وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها المعطلات المحتجات بقوة بعد عدة وقفات احتجاجية سبق أن نظمها فرع الجمعية أمام مقر قصر بلدية وجدة، ومقر الولاية، تنديدا بالحصار المضروب عليهم والهجوم والقمع الذي تعرضوا له وعبارات السب والقذف التي وصفوا بها، حسب إفادة المعطلين، وسياسة التماطل والتسويف والوعود الكاذبة التي ينهجها المسؤولون بوجدة تجاه هذه الطبقة من الشباب الحاملين للشهادات المطالبين بحق الشغل وهو الحق الذي يضمنه الدستور المغربي. "ما زلنا في معركة مفتوحة منذ أربعة أشهر من أجل مطالبنا البسيطة تتمثل في فتح حوار جاد ومسؤول مع السيد الوالي الجديد بهدف التدخل لحلّ مشاكل عالقة حيث أُعطِيت لنا وعود ولم تُفعّل على أرض الواقع منذ أربع سنوات" تقول جمعة لحرار رئيسة فرع وجدة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. وأشارت إلى بعضها والمتمثلة في منح دكاكين بسوق سي لخضر، وبحي النجد، مطالبة في ذات الوقت بحلول جديدة وآنية تنقذ المعطل من عطالته القاتلة بحكم أن وجدة مدينة كبيرة وتضم مؤسسات عديدة تتوفر على مناصب شغل، خاصة هؤلاء المعطلين الذين تجاوزوا سنّ التوظيف، والاستفادة من مناصب بالجماعة الحضرية التي تم الالتزام بتخصيص منصبين من طرف المجلس السابق منذ ثلاث سنوات . وأصدر فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بوجدة، بيانا تنديديا يوم الثلاثاء 21 شتنبر 2010، جاء فيه "في زمن التغني بدولة الحق والقانون والديمقراطية وحرية التعبير، وفي زمن أصبحت فيه كلّ الأبواق الرسمية وشبه الرسمية منذ أكثر من عقد تبشر الجماهير بالمغرب الجديد، مغرب حقوق الإنسان والمبادرات (التضامن، التنمية البشرية...)، في هذا الزمن بالذات تتحرك الآلة القمعية التي لا ترحم، في وجه نضالات أبناء الشعب المغربي الكادح الذين رمت بهم سياسة الدولة إلى ويلات البطالة التي لا ترحم، ولتواصل لغة العصا الغليظة ، لغة رسمية ثابتة للتعامل مع مطالب أبناء الفئات المحرومة والمهمشة. وموازاة مع ذلك تستمر سياسة التهميش واللامبالاة مع مختلف الملفات الاجتماعية وعلى رأسها التشغيل". وأدان البيان الذي توصلت الجريدة بنسخة منه ما وصفه فرع الجمعية بكلّ أشكال القمع التي يتعرض لها إطارها العتيد الجمعية الوطني لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ، وسياسة الترهيب والتهديد التي تنهجها السلطات مع مناضلي الجمعية، بتعبير البيان. وأكد على عزمهم مواصلة مسيرتهم النضالية التصعيدية معلنين عن إدانتهم لتماطل السلطات المحلية للاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة، وللمحاكمات الصورية التي بتعرض لها رفاقهم في مختلف فروع الجمعية. وفي الأخير، دعا البيان كافة الإطارات السياسية والحقوقية والنقابية مساندتهم والوقوف بجانبهم. يذكر أن هؤلاء المعطلين تقدموا منذ أشهر بطلب استقبال من طرف عبدالفتاح الهمام والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد الجديد، حيث يعتبرون أنه هو الوحيد القادر على حلّ مشاكلهم والاطلاع على أوضاعهم المزرية، كما يعتبرونه الوصي على عمالة وجدة، لكن تأكدوا أنه أغلق جميع الأبواب في وجههم، حسب تصريح رئيسة الفرع...