الأرخبيل مجموعة جزر في بحر او محيط غير مرتبطة بيابس مثل أرخبيل اندونيسيا او الفلبين .. لكن على ما يبدو ان فلسطين هي الأخرى تحولت الى أرخبيل من نوع آخر، سياسيا و جغرافيا على حد سواء .. فما تبقى من أراضي فلسطينية مقطعة الأوصال غير متصلة جغرافيا فهي جزر على يابس استوطن فيه اليهود فاستحالوا بحرا من الحقد و الخبث حال دون تلاقي الأرض والشعب المسكينين المضطهد .. غزه أقصى غرب فلسطين و الضفة الغربية أقصى شرقها كما قال " ليبرمان " فيما يخص الدولة الفلسطينية قبيل وبعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ما نصه : ( ان خيار قيام دولة فلسطينية غير وارد أبدا .. لكن ان حصل ذلك فمن الممكن قيام دولة فلسطينية هزيلة مضحكة منزوعة السلاح تحت الرحمة الإسرائيلية في الضفة الغربية اما غزه فسنحولها الى سجن كبير نحارب به الإرهاب .. ) .. المشكلة ان التمزيق لم يكن جغرافيا فقط لكنة تطور كي يتحول الى شتات سياسي وأيدلوجي وأداري .. ففي فلسطين فصائل مختلفة الى حد الاحتراب أحيانا و أدارة منقسمة على بعضا الى درجة انك لا تعرف بوضوح من هوا حاكم فلسطين الصريح وان كانت منظمة التحرير بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلاقي قبولا دوليا الا ان الميدان على أراضي فلسطين يقول غير ذلك .. بدليل ان " إسماعيل هنيه " في خطبة صلات العيد حذر السلطة الفلسطينية بقيادة "عباس" من مغبة توقيع أي اتفاق مع الاسرائليين واعتبره باطلا مسبقا .. لقد أصبح الشعب الفلسطيني على ما تبقى من أرضة تحت مطرقة خلافات أهله و حقد أعدائه الصهاينة على حد سواء . بل ان الفلاتان الإداري و عدم وجود مركزية أدارية تمنح الدولة هيبتها ، جعلت جماعات متطرفة تعلن الأمارة الإسلامية ، وربما القادم أكثر ترويعا .. الا ينبغي لمن تولوا مسؤولية الدفاع عن الحق الفلسطيني ان يتوحدوا بوجه عدو باغ خبيث .. الا وحد الله صفوف المقاومة و هداهم لصراط مستقيم .. يخدمون به هذا الشعب المنكوب ويستنقذون ما تبقى له من أراض قبل ان تلتهمها الأرضة اليهودية في خضم الصراع الفلسطيني الفلسطيني وهم لا يعلمون .