مخدرات، فتيات قاصرات، مشاجرات، تجاوزات، تلك هي الصورة القاتمة التي يرسمها كل زائر ''غريب'' للملاهي والحانات الليلية بمدينة مراكش، دون الحديث عن خبايا أخرى لا يعلمها الا رجال الأمن ، واللصوص، والحراس الليليون وبعض أصحاب الطاكسيات الصغيرة، وخبايا أكثر غرابة وغموضا لا تجد تفاصيلها إلا عند ممارسات الدعارة والوسيطات . أرقام تصدمك الأرقام الخاصة بعلب الليل والحانات، حيث تضرب المدينة الحمراء أرقاما قياسية على الصعيد الوطني حتى أصبحت مراكش قبلة لكل رواد الحانات والملاهي الليلية من كل المدن خاصة نهاية كل أسبوع، كما أن هذه الحانات والمطاعم التي تتاجر في أنواع الخمور بمراكش من بين الاستثمارات التي يتهافت عليها المستثمرون أجانب ومغاربة، وقد وصلت هذا العام حسب بعض المصادر جيدة الاطلاع إلى أزيد من 120 علبة ليلية و 200 حانة دون احتساب تلك الموجودة داخل الفنادق المصنفة وغير المصنفة أو في دور الضيافة. وتضيف المصادر ذاتها أن هذا العدد من هاته الأماكن مؤهل للارتفاع في ظل الاستثمار المتزايد في المجالات السياحية .
ما يميز هذه الحانات والعلب الليلية أنها تضرب عرض الحائط قوانين الفتح والإغلاق، وقد كشف عن ذلك أناس من الميدان حين قرر أصحاب المطاعم المصنفة بمراكش، إغلاق مطاعمهم خلال الدورة العاشرة لمهرجان السينما قبل أن يتراجعوا عن ذلك ، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه +اعتماد معايير مزدوجة؛ من قبل فرقة للاستعلامات العامة، موكل إليها مهمة مراقبة أوقات افتتاح وإغلاق المطاعم المصنفة والملاهي الليلية والحانات. ويقول هؤلاء إن وقت الإغلاق هو الواحدة صباحا، لكن بعض الحانات والملاهي تصخب فيه الموسيقى إلى ما بعد صلاة الفجر. ودأب هؤلاء على انتهاك حرمة شهر رمضان ولايلتفتون إلى قرار السلطات الأمنية في ذلك بإغلاق الحانات والملاهي الليلية ما عدا المتواجدة بالفنادق، والتي يزعم أنه يتردد عليها السياح الأجانب غير المسلمين. دعارة القاصرات تشير الساعة إلى العاشرة ليلا، بدأت بعض الملاهي تستقبل فتيات في مقتبل العمر، مثنى وثلاث ورباع، بعضهن متأبطات رجالا أكبر منهن بكثير، وأخريات يتحدثن إلى شبان، يثير انتباهك في تلك الليلة الباردة وصول فتاة دون سن السابعة عشر، تترجل من طاكسي صغير، وتقترب من حارس السيارات قبل أن تقلع جلبابها وتسلمه إياه قالت ''باعمر، عافك هاذ الشرويط حتى نخرج''، تعدل من ملابسها الفاضحة ، وتضع بعض مساحيق على وجهها، ما أن تتقدم نحوها، حتى ترسم ابتسامة لك مصطنعة، وتمد إليك يدها كأنها تشير إلى أنها وافقت على عرض لم تقدمه لها، ما دمت قرب حانة ليلية. تتردد قليلا حين تكشف عن هويتك، وتمتنع عن الحديث قبل أن تقول'' ظروف دفعتني إلى هنا، إنهم يريدوننا حطبا لسياحة غير نظيفة، و نحن نقوم بالدور على أحسن وجه''. حين تتوجه إلى ''باعمر'' وتسأله عن هذا الصنف يقول إنه كثير، ويعرف أنهن بنات عائلة أو بدون عائلة يتحججن بكل الطرق من أجل الهروب من رقابة الأسرة، وفي بعض الأحيان تكون الأم هي من تبيع بنتها بأبخس الأثمان. وقد تعود الفتاة وتجد أخاها في باب الدرب حيث تعطيه مالا من أجل التستر عليها. حانات خاصة في مراكش لا يمكن الحديث عن الدعارة وحدها، يقول أحد أصحاب الطاكسيات العارف بالخبايا ويتعداه الأمر إلى كل أنواع الممارسات الجنسية التي لا تخطر على البال بداية بالشذوذ إذ تنتشر بالمدينة حانات وعلب ليلية تؤوي الشواذ لعل أشهرها يوجد بحي جيليز وهو ملهى ليلي معروف، وبجوار ملهى ليلي متخصص في استقبال الشواذ يوجد مطعم كانت تمتلكه ممثلة برازيلية سابقا في أفلام البورنو يعتبر محطة لتوافد الشواذ ليلا، في الوقت الذي يقصد الشواذ من الدرجة الرفيعة أحد الملاهي الليلية بالمنطقة السياحية بأكدال من بينهم بعض ممتهني حرفة الحلاقة المعروفين بميولاتهم الجنسية الشاذة والدين يهتمون بتسريحات شعرهم ولباسهم الضيق وحركاتهم المثيرة. مشاجرات يقترح عليك ''باعمر'' أن تبقى إلى آخر الليل، كي تكتشف عالما لاتراه إلا في الأفلام، مشاجرات من كل نوع، وفي كل مرة، يقذف ''الفيدورات'' بمشاغب ''سخنت رأسه'' وأراد تعكير صفو الرواد، إلى خارج الحانة. بعض المشاجرات تصل إلى حد استعمال السلاح الأبيض، وقد يستقبل قسم المستعجلات حالات كثيرة من هذا النوع في كل ليلة. ويضيف ''باعمر''، ''لا أتكفل فقط بحفظ الجلابيب، ولكن أيضا باختيار صاحب الطاكسي المؤتمن، حيث بعض من هؤلاء، قد يعملون على فعل أشياء، تصبح فيها الفتاة عرضة للابتزاز من قبل أشخاص لم يرد أن يذكر طبيعتهم. مخدرات كلما فككت مصالح الأمن شبكة لترويج المخدرات وخاصة الصلبة (الكوكايين) ، تتأكد علاقتها بالحانات والملاهي الليلية وهي موطن توزيع هذه السموم ، لكن شبكات أخرى تعمل بطرق سرية وملتوية تستمر في نشاطها الى حين سقوطها القريب أو البعيد، لا احد يعلم ذلك، حيث تضيف بعض المصادر أن ترويجها بالمدينة بشكل متنام يثير الدهشة والاستغراب بعدد من الحانات والملاهي الليلية من قبل المستهلكين المترددين عليها أمام غياب المراقبة الأمنية خصوصا بمطعم يتواجد بالقرب من زنقة موريطانيا بحي جيليز جرى تحويله إلى ملهى ليلي ارتبط بالدعارة واستغلال القاصرين وعدم احترام أوقات الإغلاق، وإحدى الملاهي الليلية الراقية القريبة من حي باب الجديد الذي يعرف توافد مجموعة من مستهلكي الكوكايين خلال عطل نهاية الأسبوع.