“من لا يعرف “سوق ساعة”، فعليه يتوافد آلاف الأشخاص من داخل سلا وخارجها، خاصة في نهاية الأسبوع ليجدوا غرضهم من مختلف السلع والبضائع والأمتعة بأثمنة في متناول الجميع”، يقول مصطفى رجل خمسيني من أبناء تابريكت. سوق الصالحين وسوق ساعة لمن لم يسمع به، هو تجمع للباعة المتجولين و”الفراشة” في شارع يصل حي السلام بتابريك في سلا، في محيط سوق “الصالحين أو الكلب” الشهير، يحج إليه الباعة والزبناء من عدة مناطق بغرض البيع والشراء وتصيد السلع الجيدة والرخيصة، وأغلب رواده هم من الشباب العاطلين الذين “يسترزقون الله” هناك. ماراطون.. تشير عقارب الساعة إلى التاسعة من صباح يوم السبت، يستيقظ “همام” من فراشه على مضض، يرشف وجهه بالماء ويغادر بيت أسرته ليتجه رفقة صديقه “سيمو” صوب “سوق ساعة”، الذي يصلان إليه وسط غمامة سيجارة أشعلها همام ليفتح عينيه استعدادا لاستقبال يوم ماراطوني بين تيارات الخلق الذين يعج بهم السوق، “مع هاد خوتنا فالله إلا ماحليتيش عينك وكنتي ولد الوقت مشيتي فيها..” يقول همام، شاب عشريني عاطل من رواد هذا السوق. بياسات.. همام شاب يبيع في سوق ساعة يفترش همام وزميله قطعة كرطون ويعرضان عليها سلعتهما، وهي بعص الملابس والأجهزة المستعملة التي تخصهما بالأساس، ولضمان تسويق جيد لبضاعتهما يستقر السيمو في “الفراشة” وينطلق همام وعلى كتفه سروال وبيده قميص ويتجول في السوق بين طوابير الزبناء، “أنا كنجيب هاد البياسات ديالي كنبيعهم غي باش نكمي ونحرك القضية، راك عارف الظروف عيانة وخوك ما خدام ما والو وما كنبغيش كل مرة نمد يدي لمالين الدار” يقول همام وهو يمسك سجارة بيمينه وسلعته معروضة على كتفه. الدراوش.. النشاط الذي يعرفه “سوق ساعة” خلال نهاية الأسبوع يجعل منه وجهة مفضلة للباعة من سلا وحتى من خارجها، “أنا عندي جوج وليدات وعادة كنخدم فالسويقة ديال الرباط، لكن فالسبت والحد كنجي لهنا كنبيعو ونشريو مع الدراوش واخا مكنربحوش بحال فالرباط، إلا ربحتي 10 دراهم فالبياسة راه بخير أما لهيه كاين بنادم عندو الصرف، واحد الحاجة راه بنادم اللي كيبيع ويشري هنا 90 في الميا منهم ما شي بياعة وشراية، كتجيبهم غي البلية وكيبيعو حوايجهم”، يقول زهير بائع في الثلاثينات. “كنترزق الله” سيدة تضع أمتعتها وتدخل إلى السوق ليس التجارة في هذا السوق حكرا على الرجال فإلى جانبهم تجد نساء يفترشن الأرض ويعرضن عليها بضاعتهن المكونة من الملابس في الغالب، نساء يصلن إلى السوق عادة في وقت مبكر مقارنة بالرجال ويقنعن بالقليل مقابل بضاعتهن المزجاة، “أنا عندى الرجل فالحبس وخداما على 3 ديال الدراري في الديور، وفالسبت والحد فالصباح كنجيب الحوايج اللي كتب الله وكنترزق الله هنا في السوق، واخا كترات فيه السرقة والصداع ولكن مالقيت عليه لاين ديك البركة اللي كندي منهنا كنعون بها على الزمان” تشرح خديجة، سيدة أربعينية من حي الواد بسلا. لمخازنية مبررات همام، زهير وخديجة وغيرهم ممن يقصدون سوق ساعة للترزق، لا تقنع أعوان السلطة حسب ما يظهر، فعناصر القوات المساعدة “لمخازنية” المنتشرون في السوق دائمو الشكوى من المشاكل التي يثيرها هؤلاء، “هاد الناس بزاف منهم ماكايحترموش القانون، وكيسدو الشانطي على بنادم، وهاد السوق كيجمع الشفارة والشمكارة من كل بلاصة وكيوقعو فيه المصائب فكل مرة” يقول أحد عناصر القوات المساعدة المرابطة في السوق. حضور المخازنية وسط سوق ساعة “أنا بعدا هاد السوق كنجي ليه كل صيمانة، وكنلقى فيه بزاف ديال لحوايج بتمان مزيان، وحتى الشباب اللي كيتحركو وكيبيعو ويشريو فيه اللهم يديرو هاكا ولا يمشيو يسرقو ولا يكريسيو ولا يديرو شي حاجة خرى” يقول بدر أحد الزبناء الدائمين منذ سنوات لسوق ساعة.