لا يدين لا رجلين خلال دورة الألعاب العربية بقطر، حقق أبطال ألعاب القوى نتائج جيدة جعلت المسؤولين يتحدثون عنها باعتبارها ثمرة لسياسة اتبعوها منذ زمن وأعطت أكلها. والحقيقة أن أبطالنا انتزعوا ميداليات في مسابقات الجري كما كانوا يفعلون منذ أول مشاركة في الأولمبياد، ولا يمكن لأي مسؤول أن يدّعي بأن له فضلا في تلك النتائج. لأننا مازلنا إلى اليوم لا نعرف في ألعاب القوى إلا الركض والدّرديك، والفضل في ذلك يعود أولا إلى الله تعالى الذي جعل الجْري في الدم ديال المغاربة، فالمغربي البسيط خُلق أصلا ليجري، لا بد أن يركض يوميا كي يكسب حياته، يا كيجري تابع شي حاجة، يا كيجري هربان تابعو شي واحد. ويعود الفضل ثانيا إلى المغربيات البسيطات اللواتي أنجبن عويطة والكروج وبيدوان، ومازلن على مدار السنين ينجبن في الهوامش بزاف ديال عويطة والكروج وبيدوان... مستعدون للجري خاص غير اللي يحطهم في البّيست. المسؤولين ديال ألعاب القوى حتى إيلا دواو جات معاهم، أرا ليا المسؤولين ديال كرة اليد، بان لي غادين يسكتوا بخطرة من بعد ديك الشوهة. وفين عمرك شفتي شي مسؤول سكتْ؟ غادين يمسحوها في اللعّابة. أشنو زعما؟ واش غادين يقولوا اللعابة ما بقاوش عندهم اليدين؟ لا، اليدين كاينين، غير اليد هاد الأيام ولّات مشغولة بحوايج أخرى من غير الكورة. وجدت بعض المغربيات العاملات بالخليج حرجا في الكشف عن مغربيتهن أمام أشقائهن العرب بعد الفضيحة التي جلبها لهن منتخب كرة اليد في أولى لقاءاته، فالهزيمة بحصة (46 كلها مقابل 19 صافي) تعطي إنطباعا بأن المغرب ما بقاوش عندو اليدين، يعني ما بقى فيه مسكين ما يهز، ما فيه ما يحط، ما بقى فيه ما يدير والو، ولعل هذه الهزيمة ستشكل صعقة حقيقية تجعلنا ننتبه إلى حالة الشلل التام التي تهدد الجسد الرياضي المغربي، فالمسؤولون لم يعودوا قادرين على إنتاج لاعبين يحسنون لعب الكرة باليد، بعدما عجزوا عن إنتاج لاعبين يحسنون اللعب بالقدم. يعني المغرب ولى الله الله، لا يدين لا رجلين؟ غير واخا البطولة ديال كرة القدم عندنا مهلوكة، راه الخدمة اللي داروا المسؤولين بانت في منتخب الكبار والأولمبي، الله يعطيهم الصحة. آش من خدمة داروا المسؤولين، ياك حنا اللعابة جبناهم واجدين كلهم من أوروبا؟ وحتى أنا كنقصد المسؤولين ديال فرنسا وبلجيكا وهولندا الله يعطيهم الصحة... ماشي المسؤولين ديالنا. قد يمنعنا تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم إلى نهائيات كأس إفريقيا، وتأهل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد لندن من مواجهة الحقيقة القاتلة: «لا فضل لمسؤولينا في إنجاز منتخبي كرة القدم»، فإذا كان لهم أي دور في ذلك، فهو نجاحهم في إقناع لاعبين أوروبيين من أصول مغربية بحمل قميصنا الوطني بعدما تأخرت عنهم دعوات منتخبات البلدان الأوروبية التي يحملون جنسياتها ويعترفون بفضلها في تكوينهم. إن من الصعب أن نستحضر بالتتابع وبسرعة ثلاثة أسماء فقط للاعبين مغاربة (أقصد محليين) يلعبون كرسميين في الفريق الوطني. لكن يمكن بسهولة استحضار فرنسيين وبلجيكيين وهولنديين على التوالي. يجب أن نعترف بأن هؤلاء اللاعبين هم أوربيون بالولادة والنشأة والتربية والتكوين، تربطهم بالمغرب جذور عرقية عميقة كتلك التي تربط الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكينيا وتربط الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بهنغاريا. طبعا، لا يمكن أن نحرم لاعبين من أصول مغربية من الانضمام إلى منتخبنا الوطني، لكن بشرط أن تكون تلك رغبتهم، لا أن نطاردهم ونتوسل إليهم لإقناعهم باللعب معنا. فإذا كان يُعاب على قطر أنها تصنع الآن مجدا زائفا بأبطال من أصول مختلفة بسياسة «التجنيس»، فنحن أيضا نصنع مجدنا الكروي بأبطال من جنسيات مختلفة بسياسة «التأصيل»، أي كنردوا بْنادم للأصل ديالو. ولكن قطر راه كتاخد الأبطال واجْدين، حتى كيكبروا في بلادهم الأصلية عاد كتجيبهم. ومالنا حنا جبنا كارسيلا عندو ست سنين؟ راه حتى كيبان اللعاب في بلادو بأوروبا عاد كنمشيو نزاوكوا فيه. ولكن قطر كتخسر زبّالة ديال الفلوس باش كتجيبهم، حنا بعدا راه كنجيبوهم فابور، ما كنخسروا والو. شوف، اللي عندو شي حاجة كيخسرها. كاين اللي كيخسر الفلوس وكاين اللي كيخسر وجهو. نافذة هاد المسؤولين الله يعطيهم الصحة