واش ما بقاوش الكوايرية في البلاد؟ واش 30 مليون مغربي ما موجود فيها 30 لعاب؟ واش كل مليون نسمة، مافيهاش لعاب واحد بقامة مزيانة وقوة خارقة ولياقة عالية؟ واش المغرب ماعندو تيرانات؟ ما عندو رجال التسيير؟ ما عندو مدربين؟ ما عندو شبان ولا فتيان ولا هم يحزنون؟ واش المغرب ما بقاتش فيه الكرة؟ ما بقاوش فيه الفنانة والرقايقية؟ واش·· واش وخصنا نجيبو صابون باش يغسل وسخ الكرة ومحيط الكرة والتيرانات والمكاتب و·· و·· يكثر سؤال (واش) في كل زمان ومكان·· ولا إجابة إلا (بباش) غانعمل وغانخدم، وغانقلب على اللعابة باللقاط، هذه هي صورتنا فعلا·· ويكذب من يقول أن لنا بطولة قوية في كرة القدم، وزيد عليها ألعاب القوى وكرة اليد والكرة الطائرة، فقط عندنا كرة (الفم المحلول) والهدرة الفاعلة والتاركة، وعندنا جامعات النوم في الفشل·· يكثر سؤال (واش) في كل زمان ومكان·· ولن نجد جوابا شافيا، هل خلقنا صناع كرة ونجوم كرة مثل الراحل العربي بنمبارك، بالمحجوب، أقصبي، طاطوم، ادريس جوماد، الشتوكي، مالقا، البطاش، علال، الهزاز، باموس وفرس واللائحة طويلة وطويلة·· ولكن واش اليوم بحال البارح·· واش القرن الواحد والعشرين عندو لعابة أمام غزو كل الإمكانيات المتوفرة من عشب وكوداص، وصاك طويل، ومال وتلفزيون؟ واش ولاد اليوم بحال ولاد البارح؟ واش لعابا ديال اليوم بحال لعابا ديال البارح اللي عاشوا في الغيص وكرة ثقيلة، وكوداص كاوتشو واعطاو اللي ما عطاوهش لعابا ديال اليوم؟ المشكلة في أن البطولة الوطنية مصابة بفقدان المناعة، بفقدان الموهبة الكروية، بفقدان العين المجردة لثلاثين لاعبا في كل فريق من أي مدينة كانت، وفقدان هوية وصرح وأمجاد مدينة معينة عرفت بأسمائها ونجومها (وجدة، مكناس، فاس، القنيطرة، سيدي قاسم، بركان وزيد وزيد)·· وقتل القواعد الصغرى (شبان، فتيان وكتاكيت) أمام جحافل لوائح انتقالات اللاعبين بأسهم مالية عالية وليست ملائمة للخوارق والموهبة العالية· المشكلة في أن البطولة تلعب بأسمائها المعروفة وبأعمار مألوفة (ما فوق الثلاثين) وبأقل من ذلك في غياب أبسط الإختيارات لأجود الوجوه مثل ظلمي والتيمومي والبياز وموح وغيرهم من جيل الزمن الذهبي للأداء والفرجة والقوة واللياقة العالية·· والمشكلة في أن المدربين أصلا لهم جزء كبير من المسؤولية في قتل النجوم الصغيرة، وقتل حتى اختيارات المنتخبات الوطنية، وهم من يتحملون الوزر الأكبر لأنهم يخافون من الفشل ويلهثون وراء المال والإستجداء بخيار الإنتقالات الشتوية والصيفية مع أن السوق هي سوق سوداء بمعايير سلبية لا تتلاءم مع طبيعة سوق الإنتقالات الأوروبية، ما يعني أن اللاعبين المغاربة في البطولة في السوق هم سلعة بسيطة حتى ولو عدوا نجوما عند مدربيهم أو رؤسائهم وهذا هو عيب الكرة في أنك لن تجد مدافعا من طراز البياز وموح وليمان وأحرضان والحضريوي ونيبت وخليفة واللمريس، ولم تجد قائدا في الوسط وصانع قرار وهدافا من طراز البوساتي· هذا هو منظوري الخاص من الداء الذي يسري في كرة القدم بلا تخطيط، ولا خطة عمل، ولا تكوين ولا··· وهذا هو عيب كرة القدم المغربية بودادها ورجائها وجيشها وغيرهم ممن لا يصنعون أحداث تفريخ النجوم الكبار ليكونوا صورة جميلة لمنتخب مغربي أصبح اليوم قطعة ممزقة في غياب رجال اللحظة المحليين·· والعيب في ذلك يتحمله تابعو التابعين في التسيير لأنهم ما رأوا في الرياضة إلا الإستثمار المالي على حساب صناعة الأجيال· حاجتنا في النهاية إلى رجال الدفاع كخط نرفع به منتخبا بخطين قويين هما الوسط والهجوم، وحاجتنا لمدربين يؤمنون بالقاعدة أكثر ما يؤمنون بفرض العقود الإحترافية بمبالغ مالية كبيرة·· وحاجتنا للاعبين كبار من البطولة لسد الأفواه عوض المناداة على أسماء جد عادية للمنتخب الوطني·