أنا غير داوي الإنتماء إلى المنتخب هو إنتماء إلى شعب وإلى وطن وإلى تاريخ، وتكاد دعوة المنتخب تشبه التكريم وتلبيتها تشبه الإستجابة لنداء الواجب الوطني·· تضيق خلالها مساحة التردد ويتسع معها السؤال: ما الذي يمكن أن أضيفه؟ فلا غرابة أن يصاحبني بعض الإرتباك وأنا أقف اليوم في أول إطلالة على جمهور المنتخب· واش هاد خَايْنَة لعَّْابْ ولا مدرب؟ لا، هادا واقيلا كاتيب· ومالو بارك علينا عيطو ليه المنتخب وهو جاي فرحان و···؟ هو كيقصد جريدة >المنتخب< ماشي المنتخب الوطني· وككل اللاعبين المغاربة الذين يُنادى عليهم لتعزيز صفوف المنتخب، وتحاصرهم كاميرا التلفزيون على هامش معسكر اللاعبين، يمكنني أيضا أن أقول مثلهم كلمة مقتضبة: بسم الله الرحمن الرحيم وا الحمد لله كيف كتشوفو باش تكون في المنتخب راه تكليف ماشي تشريف، وإن شاء الله غاندير اللي عليا باش نكون عند حسن ظن الجمهور المغربي· هذا الجمهور المغربي يعتبره الرياضيون نقادا وممارسين أصعب جمهور في العالم، ما تعرفو آشنو باغي ولا آش تحت راسو·· فهو جمهور رياضي يتنفس الرياضة، ولكن عاود تاني ماشي كاع الرياضات· فلا أحد يغضب أو يحزن إذا إنهزم منتخب السباحة مثلا أو الجمباز في بطولة ما، وإنما يمكن أن تتوقف حياته فقط بسبب الرياضات التي تشبهه، وخاصة كرة القدم وألعاب القوى المغربية، أي تلك الرياضات التي يستطيع أن يمارسها في طفولته دون مصاريف أو تجهيزات خاصة، يعني الرياضة اللي يقدر يلعبها ولو يكون غير غادي مسخر الحانوت لابس صندالة مُّو· بلاتي بلاتي·· كيفاش ألعاب القوى اللي جا يلعبها بلا مصاريف؟ علاه كاين شي واحد فينا كيلعب في صغرو رمي الرمح ولا القفز بالزانا؟ وما كتسمعش؟ راني قلت ليك ألعاب القوى المغربية، يعني غير الجري والدرديك· فالذين يبكون انهيار ألعاب القوى المغربية ببرلين، ويتحسرون على ضياع الزمن الذهبي لأم الألعاب، ينسون أن كل أبطالنا العالميين من عبد السلام الراضي إلى هشام الكروج مرورا بسعيد عويطة هم مجرد درداكة، أي ما كاين غير جري عليا نجري عليك، فهل ألعاب القوى ليست إلا سباقات العدو في المسافات المتوسطة والطويلة؟ وحتى هذا الجري اللي كان تاع الله لم نعد نجد سيقانا بشرية قادرة عليه، وبعض أولئك العدائين والعداءات الذين إعتقدنا أنهم فلتة من فلتات هذا الزمن المغربي اللي كيحُشْ الركابي، وانتظرنا منهم أن يحققوا ولو غير شي حاجة ديال النحاس، لم يفعلوا، بل رأيناهم كيف يخرجون من الأدوار الإقصائية الواحد تلو الآخر، ورأيناهم كيف يسقطون جميعا· اللي ما طاحش في البّيست طاح في اختبارات المنشطات· وسَرْهم· هوما علاش دارو المنشطات؟ ظلموهم، هاديك ماشي منشطات ديال الركابي، راه غير ديال الراس· كيفاش؟ المسؤولين ما عطاوش للعدائين المنشطات باش يربحو في برلين، وإنما غير باش يبانو قدام العديان ناشطين، ويقولو للعالم بلي ألعاب القوى المغربية ناشطة وما خاصها حتى خير· إيوا على هاد الحساب، كانو ياكلو غير المعجون· فينا هو، لقاوه؟ ياك قاضاوْه الكوايرية ديال البطولة هاد الصيف·