دشن صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم السبت مركزا للتكوين المهني بالمؤسسة السجنية لآسفي أنجزته مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بكلفة مليونين و400 ألف درهم. واطلع جلالة الملك بالمناسبة على مستوى تقدم تنفيذ برنامج إعادة الادماج السوسيو-مهني للسجناء منذ سنة 2003 ، وعلى حصيلة برنامج عمل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء إلى حدود 2008 والتي أنجزت العديد من المشاريع بلغت قيمتها الاجمالية 59 مليون و 49 ألف و 642 درهما . وهكذا أشرفت المؤسسة خلال هذه الفترة على إنجاز 23 مركزا للتكوين المهني عبر مختلف المؤسسات السجنية وبرمجت دورات تكوينية في نحو 51 تخصصا تهم ثماني قطاعات في التكوين استفاد منها 11 ألف و 320 نزيلا وتخرج في إطارها 6890 متكونا. أما بالنسبة لبرنامج إعادة الادماج ، الذي قامت المؤسسة بتفعيله بدءا من سنة 2006، فيتأسس على مقاربة ادماجية تتواصل عملياتها داخل السجن وخارجه ، وذلك بهدف تمكين النزلاء والمفرج عنهم أيضا من شروط مواتية لتحقيق الاندماج الاجتماعي والمهني وهو ما يتحقق عمليا عبر مجموعة من التدابير التي تقوم بها مصلحة التهيئ لاعادة الادماج داخل المؤسسة السجنية انطلاقا من الاستقبال وتدعيم الاستقرار وإعداد المشروع الشخصي وتثمين فترة الاعتقال والتهييئ للإفراج وإعادة الادماج.وتتواصل هذه التدابير بعد الافراج في إطار مراكز الرعاية اللاحقة التي تتولى مصاحبة وتتبع حامل المشروع ودعمه في تأطير وتمويل مشروعه حتى يحقق إدماجه المهني والاجتماعي.ومن بين 13 ألف و 157 تدخلا، أنجزت في إطار هذا البرنامج، تم تشغيل 463 حالة وإعداد 12 حالة للادماج في سوق الشغل وتكوين 17 حالة وتمكين 151 حالة من استكمال التعليم بالاضافة إلى مواكبة 147 حالة في تنفيذ مشروعهم الشخصي.وتتضمن الآفاق المستقبلية لهذا البرنامج من 2008 إلى 2012، إحداث 23 مركزا جديدا للتكوين المهني ستوفر سنويا 6350 مقعدا بيداغوجيا وذلك في أفق الوصول إلى 46 مركزا ونحو 31 الف و 570 مستفيدا، وهو ما سيمكن من بلوغ ما يناهز 21 الف و 650 خريجا بميزانية تقريبية تقدر ب 179 مليون و 750 الف درهم.ومن اجل تطوير هذا البرنامج ، من المتوقع أن يصل الغلاف المالي ، المخصص لبرنامج إعادة الإدماج السوسيو-مهني سنة 2012 ، الى 238 مليون و 750 الف درهم.ويندرج إحداث مركز التكوين المهني بالسجن المدني لآسفي في إطار المشروع المندمج لإعادة ادماج السجناء . وقد انجز بشراكة بين كل من مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمندوبية العامة لادارة السجون واعادة الادماج ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة التشغيل والتكوين المهني ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.وسيستفيد من خدمات المركز النزلاء الذين تتراوح مدة عقوبتهم السجنية ما بين 9 أشهر وثلاث سنوات والذين يصل عددهم إلى 200 مستفيدا من بين نزلاء المؤسسة السجنية بآسفي.يذكر أن التكوينات المبرمجة في إطار هذا المركز تتوزع على أربعة أقطاب هي قطب التكوين المهني ويضم تخصصات البناء وكهرباء البناء والترصيص والصباغة والزجاج والجبص، وقطب التكوين في الصناعة التقليدية والطبخ ويضم الحلاقة والخياطة والحلويات، وقطب التكوين الفلاحي ويضم تخصصا في مجال البستنة وأخيرا قطب التعليم .وبالاضافة إلى قاعات التكوين ومحترفات التعلم يضم المركز فضاء لمحو الامية وقاعة متعددة الوسائط واخرى للإعلاميات وخزانة ، كما يقدم للنزلاء أنشطة متنوعة في القراءة والتمدرس على الوسائط الاعلامية وهي انشطة مفتوحة في وجه جميع نزلاء المؤسسة. وسيتطلب تسيير المركز ميزانية سنوية تقدر ب 900 الف درهم.وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل ان يتقدم للسلام على جلالته أعضاء المجلس الاداري لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وحفيظ بنهاشم المندوب العام لادارة السجون وإعادة الادماج ومصطفى حلمي مدير العمل الاجتماعي والثقافي وإعادة الادماج وعمر سفيان المدير المكلف بسلامة السجناء والمنشآت والاشخاص والمدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.