لم يعد المواطنون الآسفيون مكتوون فقط بنار غلاء فاتورتي الماء والكهرباء التي أرهقت كواهلهم، بل الأمر تعداه إلى اكتواءهم أيضا بنار المعاملة غير اللائقة التي يتلقونها في بداية كل شهر أثناء رغبتهم في تأدية فاتورتي الماء والكهرباء بمختلف الفروع التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي " لاراديس" . " هانت كتشوف هاد الناس مامسوقيناش ،بغينا نخلصو وراقينا ديول الما والضو كانجيو ثلثيام متابعة بلا فايدة ، هاد الكراج ضيق اوليكيتخلصو من عندنا قلال ، أو مالي عرفو راسهم تورطو هاد المرة ملي كثر عليهم بنادم تاصلو بلبوليس باش يجو ينظمو الناس واخا الوكالة كدخل لملاير ديال الدراهم " يقول أحد الشباب الذي ظل ذلك الصباح ينتظر دوره لتأدية فاتورتي الماء والكهرباء وسط الفوضى وسوء التنظيم قبالة فرع لاراديس بسانية زين العابدين بآسفي. ففرع لاراديس المتواجد بسانية زين العابدين يعرف تكدسا للمواطنين من نساء ورجال يأتون من مختلف الأحياء المجاورة للفرع من أجل تأدية فواتير الماء والكهرباء بحيث يصل الأمر في بعض الأحيان إلى طرد المواطنين من داخل فرع هذه الوكالة مع العلم أن فضاء هذه الأخيرة لا يتسع لعدد كبير من المواطنين ،وأيضا قلة الموارد البشرية به حيث سبق وأن تطلب هذا التكدس والتماطل في تلبية جميع طلبات المواطنين حضور عناصر الأمن على متن سيارتين للشرطة ظلتا مرابطتين أمام مقر الوكالة حفاظا على الأمن وتهدئة للوضع لكون المواطنين ملوا من معاملات المسؤولين عن لاراديس لهم لتثور ثائرتهم هذه المرة ضد المسؤولين هناك في ذلك اليوم حيث تتمثل معاملة إدارة الوكالة لهم في عدم اكتراثها بهم من خلال الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها بداية كل شهر بالرغم من المقالات الصحفية التي سبق وأن صدرت في هذا الشأن ،وأيضا بالرغم من الاحتجاجات التي مافتئت أن نفذتها ساكنة العديد من أحياء مدينة آسفي على مدار هذه السنة من وقفات احتجاجية أمام مختلف فروع الوكالة بالمدينة أو أمام مقرها المركزي بالمدينة الجديدة. فبالرغم من احتجاجات المواطنين على ضعف الخدمات التي ما فتئت لا راديس تقدمها إليهم التي حصرها المتضررون عند تصريحاتهم لموقع " آسفي اليوم" في كثرة ساكنة الأحياء التي تتوافد على هذا الفرع الضيق المساحة ،وانعدام الشروط الضرورية بالمقر من تجهيزات وكراسي وقلة الموظفين به ، كما أن المسؤولين عن لاراديس وفي غياب تدخل من جهات عليا تمادوا في استهزاءاتهم على المواطنين مع العلم أن هناك أموالا طائلة تدر عليهم والتي لم يكلف المسؤولون أنفسهم عناء تحسين الخدمات المقدمة للزبناء ارتباطا بالمبالغ المالية الخيالية التي تستخلصها الوكالة شهريا .فالزائر ليس فقط لفرع سانية زين العابدين بل لمختلف فروع لاراديس يقف على الوضعية الكارثية التي يعيشها المواطنون هناك والذين يتكدسون داخلها بحيث تزداد حدة المعاناة أثناء ارتفاع درجات الحرارة في ظل غياب أيضا مكيفات ،كما أن جل أوقاتهم يقضونها داخل هذه الفروع في بداية كل شهر نظرا لقلة الموارد البشرية المكلفة بعملية الاستخلاصات .ولا يقف الأمر عند وضعية فروع لاراديس ومشكل تأدية واجبات الفواتير بها ،بل الخدمات التي تقدمها أيضا نفس الوكالة لزبنائها جد ضعيفة إن لم نقل متدنية مع العلم أن فواتير الماء والكهرباء يكتوي المواطنون الضعفاء بنارها منها على الخصوص الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء على الساكنة دون سابق إشعار أو إخبار بحيث تشمل هذه الانقطاعات بشكل كبير المنطقة الشمالية لآسفي التي يتواجد بترابها السجن المحلي حيث إن هذا الأخير سبق وأن عاش العديد من الانقطاعات التي كانت محط احتجاجات السجناء المحرومين أصلا من الحرية التي انضاف إليها حرمانهم أيضا من الماء والكهرباء .