ونحن على مشارف 11 يناير ذكرى التوقيع على وثيقة الاستقلال، وهو الحدث التاريخي الهام وطنيا ومحليا بعد توقيع ثلاثة من أبناء مدينة أسفي على هذه الوثيقة ، يجري حاليا بمستشفى محمد الخامس بأسفي تشييد " صالة المقاوم محمد بلخضير " أمام قسم الولادة ، والمرحوم بلخضير أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى جانب المرحوم الفقيه المستاري والمرحوم محمد البوعمراني ، ويتجلى دور هذه البناية في رفع معاناة أسر الحوامل القابعين خارج جناح الولادة ، جلهم يفترش الثرى أو يجلس على الكراسي الحديدية المهملة التي ركبها الصدأ و أصبحت غير صالحة للاستعمال ، فيما البعض الآخر متشبث بالشباك الحديدي للجناح وهو في وضعية نفسية حرجة وذعر شديد في انتظار مصيرا مجهولا لأمه أو أخته أو زوجته أو قريبته. ويرجع الفضل في تشييد هذه القاعة الأولى من نوعها على المستوى الجهوي لرجل الأعمال أحمد غايبي الذي استجاب بسرعة فائقة لطلب بنائها من قبل جمعيات من المجتمع المدني، والذي ساهم إلى جانب مندوب وزارة الصحة الدكتور عبد الحكيم مستعيد في وضع تصميها وطبيعة مرافقها ودراسة امكانية توسيعها أفقيا في المستقبل، و ستتضمن مجموعة من القاعات المجهزة بوسائل الراحة و بشاشات لإخبار الأسر بالسيدات اللاتي وضعن موالدهن، وهناك قاعة فريدة تتضمن شاشة لمشاهدة المولود من قبل أسرته فقط والاطمئنان على صحة الأم. والمرحوم محمد بلخضير من مواليد سنة 1918 بدرب المعصرة ، التحق بمدرسة مولاي يوسف ومنها إلى كوليج مولاي يوسف بالرباط ثم فرع جامعة الجزائر بالرباط حيث حصل على الإجازة في الرياضيات. وقد عمل رحمه الله ضمن خلايا الطلبة لمقاومة المستعمر ، مارس التعليم ثم استقال منه تحت ضغط المستعمر بعد توقيعه على عريضة المطالبة بالاستقلال في نفس السنة 1944 ، وانتخب كاتبا لفرع حزب الاستقلال بأسفي حيث سجن وعذب سنوات 1952 و 1954 ، وبعد الاستقلال عين باشا على مدينة أسفي ثم استقال لمزاولة أعماله الحرة إلى أن وافته المنية سنة 2000. يأتي هذا العمل الخيري في سياق ما يعرفه مستشفى محمد الخامس من دينامية جديدة بعد أن تقلد الدكتور مستعيد مقاليد مندوبية الصحة، اذ أصبح قسم المستعجلات في حلة جديدة وبوسائل طبية متطورة ، وتم تجهيز جناح الراديو والسكانير بآلات جديدة، فضلا على توسيع جناح الولادة و تعزيز مختبر التحليلات بمستلزمات إجراء جميع التحليلات الطبية، التي كانت حكرا على المختبرات الخاصة وتثقل كاهل الأسر المعوزة، وقد علمنا في هذا السياق أن مندوبية الصحة تتهيأ لتنظيم يوم دراسي لإخبار المجتمع المدني والإعلاميين بمستجدات المستشفى الإقليمي لأسفي.