شعار الموسم الكروي الجديد: " لعنة الإستقالات، تبادل التهم و مقاطعة الجماهير للمباريات.. لغة تحقير الشارع الرياضي بأسفي مضى عهدها " محمد المخاريق بعد قرابة عقد من الزمان على التحاق فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم بقسم الصفوة في حدث يعد الأول في تاريخه الطويل كأحد أعرق الفرق الوطنية (تأسس سنة 1921)، لم يستطع مسؤولو الفريق تحويله إلى مؤسسة رياضية محترفة معتمدة على محيط قوي من جماهير و مؤسسات منتخبة و محتضنين و مستشهرين ، أكثر من ذلك عجز برلمان الفريق المكون من عدد قليل من المنخرطين من لعب دورهم كاملا كقوة اقتراحية و محاسباتية بإمكانها لعب دور البديل في التسيير و التدبير و بالتالي ضمان استمرارية القيادة الرزينة و الرشيدة داخل بطولة يراد لها أن تلبس جلباب الإحتراف قسرا و مقارعة الآخرين لكن بأشباه مسيرين يفتقدون لأبسط أبجديات الانخراط ضمن رافعة من مكونات المجتمع المدني. فبأي مقومات و أهداف دشن أولمبيك أسفي لكرة القدم موسمه الكروي الجديد؟ نجح الفريق في الشهور الماضية من تغيير جلده التسييري بنسبة كبيرة بعد انتخاب مكتب مسير جديد ب7 أعضاء فقط برئاسة عمر أبو الزهير المحسوب على المكتب الشرف للفوسفاط معوضا الرئيس المستقيل خلدون الوزاني، هذا التغيير و خصوصا تقليص عدد الأعضاء لم يرق لبرلمان الفريق مما حرم بعض المنخرطين من نصيبهم من الكعكعة التي اعتادوا الإستفادة منها، فكان رد فعل بعضهم هو الانتفاضة عبر جعجعات من طحين لبست ثوب البلاغات و البلاغات المضادة غير الموقعة بالإسم و الصفة، على إثر ذلك انتشرت الإستقالات و تبادلت التهم الكبيرة و الرخيصة من هنا و من هناك، استقوت لغة الإشاعات و المقاهي و ضاعت الحقيقة الوحيدة بين دهاليز المصالح الخاصة و الإمتيازات الفردية. فبالرغم من بعض نقط الضوء القليلة المخيمة على أجواء الفريق و المتمثلة أساسا بالدعم الجماهيري اللامشروط لشريحة واسعة من المحبين و العشاق و المساندين، فإن بعضهم اختار لغة التمرد و الإحتجاج على الوضع الكارثي الذي يحيط بالفريق. قيمة أخرى أثرت إيجابا على مسيرة الفريق حاليا تمثلت في الإستقرار التقني بتواجد المدرب عبد الهادي السكتيوي على رأس الفريق للسنة الثالثة على التوالي، لكن الجديد هو تلويحه بالإستقالة في أكثر من مناسبة محملا المسؤولية تارة لعينة خاصة من الجمهور و تارة أخرى لتواجد بعض أشباه المسيرين في دفة التسيير، و الغريب في الأمر أنه استفاد من فترة راحة بعيدا بأمتار قليلة عن دكة الإحتياط مانحا شرف قيادة الفريق إلى مساعده الدائم و الوفي امبارك الكداني لكن بتعليمات مباشرة منه يتكلف بإيصالها الكاتب العام للفريق عبد الرحيم الغزناوي بفضل الهواتف المحمولة التي أصبحت موضة الفريق الأسفي بامتياز. لكن يبقى السؤال الذي يطرحه الشارع الرياضي بأسفي هو : لماذا وصل الفريق إلى هذه الوضعية؟ من يتحمل مسؤولية التصدع و التشرذم داخل الفريق؟ لم يعد المتتبع الأسفي يستسيغ تبادل التهم و تحميل المسؤوليات إلى لوبيات الفساد و بعض العفاريت التي تصطاد في المياه العكرة. لقد أصبح من اللازم تسمية الأشياء بمسمياتها و أن يتحمل الكل مسؤولياته كاملة : الشارع الرياضي ينتظر عقد ندوات صحفية و إصدار بلاغات مسؤولة من كل مكونات و مسؤولي الفريق بدون استثناء بكل شفافية و وضوح من أجل المرور إلى مرحلة المحاسبة و المعاقبة المعنوية و أيضا القانونية لأن فريق أولمبيك أسفي هو ملك لجميع أبناء و ساكنة أسفي و ليس ماركة مسجلة محفوظة لبعض أشباه المسيرين الذين ابتلت بهم هذه المدينة المناضلة. الكرة اليوم في معترك كل من يملك ذرة حب و انتماء صادق إلى هذه المدينة الجميلة، لسنا بحاجة إلى التذكير بأن شمس الحقيقة وحدها تشرق دائما و أبدا، الحقيقة بمرارتها أحيانا تكون أصدق و أهون من ألف تسريحة شعر مفتعلة، من ألف طن من المساحيق الزائفة، فلتستيقظ ظمائرنا جميعا لمواجهة و محاربة ما يسمونه بالعفاريت و ذوي النيات الخبيثة و ذوي المصالح الذاتية....... لغة الخشب هذه انتهى عصرها، لغة تحريك الكراكيز أفلت شمسها، لغة تحقير الشارع الرياضي بأسفي مضى عهدها.... فليتكلم المسؤولون : كل واحد من منبره الخاص أو برجه العاجي ( المكتب المسير، المنخرطون، المدربون، تلوينات الجماهير، قدماء اللاعبين، الإعلاميون و أشباههم...) لغة الصراحة و الشفافية و الحقيقة الديموقراطية التي قد تصدم البعض في زمننا الرديء هذا، لكنها ستجعلنا أمام مرآة صادقة ستخدم لا محالة واقعنا الرياضي ماضيا و حاليا و مستقبلا.