استفحلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة الأسلاك الكهربائية والهاتفية النحاسية بآسفي حيث أصبحت على إثرها العديد من ساكنة بعض الأحياء تستفيق على الظلام الدامس بعدما تجد نفسها أمام عمليات سرقة الأسلاك الكهربائية المتواجدة خارج منازلها من قبل عصابة إجرامية جعلت من هذه العمليات موردا ماليا لها. كانت عناصر الدائرة الأمنية الأولى بآسفي بتنسيق مع الشرطة القضائية منهمكتان في حل لغز هذه السرقات التي أصبحت جراءها تتوافد عليهما بشكل كبير شكايات المواطنين الذين يستفيقون على عمليات تعرض منازلهم لسرقة الأسلاك الكهربائية المتواجدة خارجها ، وبعد البحث والتقصي ، بدأت تظهر لعناصر الأمن خيوط لغز هذه الجريمة التي اهتز لها الرأي العام المحلي حيث أقدمت في بداية الأمر العناصر الأمنية على إلقاء القبض على أحد أكبر المجرمين الذي سبق وأن تم الحكم عليه غيابيا بعدما قام باغتصاب فتاة كانت رفقة خليلها في وقت سابق عندما اختطفها رفقة أصدقاءه ومارس عليها الجنس عدة مرات ليتم اعتقال رفاقه ويلوذ هو بالفرار إلى مدينة بوجدور لتصدر محكمة الاستئناف بآسفي حكمها الغيابي عليه بالسجن لمدة خمس سنوات حبسا نافذا.غادر الجاني مدينة آسفي في اتجاه مدينة بوجدور هاربا من قبضة العدالة حيث بقي يتابع عن بعد مستجدات المحاكمة التي يتعرص إليها رفاقه المعتقلين في قضية كان هو بطلها بامتيازعن طريق بعض البحارة الذين كانوا يأتون من مدينة آسفي إلى مدينة بوجدور ليتوصل بخبر الحكم عليه غيابيا بخمس سنوات حبسا نافذا.ظن الجاني على أن هذا الملف الذي توبع فيه في حالة فرار قد تم نسيانه وتم طيه نهائيا ليعود إلى مدينة آسفي ، وهناك بدأ يجالس بعض أصدقاء الحي ليستقر رأيه على المشاركة معهم في سرقة الأسلاك الكهربائية منفذا صحبتهم حوالي خمس عمليات حيث تتم كل عملية سرقة بعد دراسة ميدانية مدققة مع الإتفاق في بداية الأمر على المنطقة المراد تنفيذ عملية السرقة بها ، وبعدما يخيم الظلام في المكان والتيقن من كونه خاليا من المارة ، تشرع العصابة في عمليتها عن طريق كيس من القنب " خنشة" وحبل بلاستيكي مثين و" بانس" ثم توضع حجرة أو كمية من التراب بداخل الكيس، وبعد ربطه بالحبل يتم رميه على الأسلاك الكهربائية ، فيتعاون جميع أفراد العصابة على جر الحبل بالقو ة إلى أن يزاح من مكانه، وهناك يتدخل أحدهم ويقوم بقطع الأسلاك الكهربائية النحاسية بواسطة البانس .بعدما تقوم العصابة بقطع الأسلاك الكهربائية تلجأ إلى أحد الأمكنة لايقاد النار قصد حرق هذه الأسلاك حتى يتسننى لها عزل الغشاء البلاستيكي عن النحاس ثم يتم بيعها بأحياء بياضة أو اجنان أو الزاوية... .وشملت عمليات السرقة هاته التي خلفت استياء عميقا في صفوف ساكنة المدينة العديد من المناطق منها منطقة سيدي مساهل حيث باءت بهذه الأخيرة العملية بالفشل، بعدما ظن أفراد العصابة على أن إحدى السيارات التي كانت مارة وقت عزمهم تنفيذ العملية تابعة للمكتب الوطني للكهرباء ، ثم عملية أخرى نفذت بمنطقة عين تكابورت حيث وصلت الكمية المسروقة من الاسلاك الكهربائية بهذه المنطقة حوالي 350 كلغ تم بيعها ب 35 درهما للكيلو الواحد ، ثم عملية أخرى بدرب احميدو بمفتاح الخير وصلت الكمية المسروقة بها حوالي 27 كلغ ،وعملية أخرى بسفي راديو بطريق سيدي بوزيد وصلت الكمية المسروقة بها إلى حوالي 14 كلغ ...وإلى جانب سرقة الأسلاك الكهربائية مارس فردين من العصابة في يوم من الأيام العنف على أحد الأشخاص بمنطقة رأس الأفعى بعدما هددوه بواسطة السلاح الأبيض ليمتثل دون مقاومة، لكن وفور قيامهما بتفتيش جيوبه لم يرضخ لذلك مما جعلهما يستعملان العنف ضده حيث سلبا منه مبلغا ماليا كما حاولا سرقة هاتفه النقال، لكن لم يفلحا في ذلك ولم يتمكنا من سرقة دراجته النارية التي كانت وقتها مغلقة بسبب طلبه النجدة الذي سمعه على إثرها حارس السيارات بالمنطقة مما جعلهما يلوذان بالفرار.كانت مختلف العمليات التي قامت بها العصابة الإجرامية تربح منها مبالغ مالية مهمة لكونها لاتتطلب مجهودا كبيرا حيث وصلت الأرباح في إحدى العمليات المنفذة إلى 15 ألف درهم .ولم يقتصر الإعتقال على أفراد العصابة، بل وصل إلى المتعاملين معهم ،وبالخصوص منهم مقتني الأسلاك النحاسية حيث اعتاد بعضهم على شراء المسروق بوساطة من أحد الاشخاص الكبير في السن الذي كانت مهمته تنحصر في نقل الأسلاك النحاسية إلى مقتنيها لكونه كبيرا في السن وليس محط شكوك من قبل رجال الأمن .