" كولي لبابا يجي عندي دابا دابا،راني تشللت"،"كولي لبابا يجي عندي دابا دابا، راني تشللت"، بهذه العبارات كان الشاب زكرياء حيدان البالغ من العمر 24 سنة يرد على هاتف والدته التي اضطرت بها الظروف إلى الاتصال به للاطمئنان على حالته بعدما راودتها رفقة والده شكوك خصوصا عندما لم يحضر في الوقت الذي كان محددا والذي هو الرابعة صباحا. يحكي عبدالناجي حيدان والد الضحية زكرياء لموقع"آسفي اليوم"الذي زاره في منزله بحي المسيرة بآسفي على أن ابنه المتوفى الذي يتابع دراسته بالمعهد الفندقي بمدينة الصويرة والذي حل بمدينة آسفي مؤخرا قد ذهب إلى إحدى الفيلات المتواجدة في الطريق الرابطة بين آسفي وأربعاء لولاد والتي تتواجد في ملكية أحد معارف والده للمبيت هناك كون الفيلا كانت خالية،ليتفق الابن مع الأب على التوجه على متن الدراجة النارية على أساس العودة في الصباح الباكر حتى يتسنى للأب الذهاب هو الآخر على متنها إلى عمله. كان الموعد المحدد هو الرابعة من صباح يوم الاثنين ما قبل الماضي،ليظل الأب رفقة زوجته يترقبان عودة ابنهما سالما غانما،لكن الأمور ستنقلب على عقبيها عندما أخلف الشاب الموعد،ما اضطر بالأم إلى الاتصال بفلذة كبدها للاطمئنان عليه ومعرفة أسباب التأخر،لكن الصدمة كانت قوية عندما تلقت الأم جوابا واحدا ووحيدا مصحوبا بالألم والحسرة ألا وهو رغبة الابن في حضور الأب على وجه السرعة بدعوى أنه أحس بشلل على مستوى رجليه. لم يجد الأب وجهة يتجه صوبها في ذلك الليل سوى أحد الجيران الذي سلمه سيارته والتي بواسطتها انتقل إلى مكان تواجد ابنه،وهناك كانت المفاجئة عندما عاين حافلة لنقل الركاب والأضواء تنبعث منها،ليتأكد على أن ابنه قد يكون قد تعرض لحادثة سير،وهو ما وقف عليه بالفعل عندما وجده مرمى بجانب الطريق يترنح من شدة الألم والدراجة النارية بعيدة عنه بأمتار كثيرة بعدما أصيب إصابات جد بليغة على مستوى رجليه خصوصا الرجل اليمنى على مستوى فخده ورأسه،وكان يردد أيضا عبارة " كانوا بغاو يديروني في الكوفر". توجه الأب على الفور إلى المستشفى،وتم إحضار في ذلك الليل سيارة الإسعاف التي نقلت الضحية على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بآسفي،لكن وبعد ساعتين تقريبا من دخوله هذه الأخيرة لبى الضحية نداء ربه،حيث شيعت جنازته في موكب جنائزي رهيب حضره جل أصدقاءه ومعارفه وأفراد العائلة،في حين فقد تم ضبط السيارة التي قامت بفعلها الإجرامي على بعد كيلومترات قليلة عن مكان وقوع الحادثة ،حيث أكد الأب على أن السيارة وجدت وواقيتها الأمامية مكسرة،وإحدى عجلاتها منفجرة،ويتواجد بداخلها وبالضبط في المقعد الأمامي المحاذي للسائق مجموعة من الأحجار الكبيرة،وبعض بقايا مادة الكيف،إضافة إلى اللوحة الرقمية برقم أجنبي مزور،حيث أخذت لها صور من قبل الدرك الملكي والشرطة العلمية،ليبقى في الوقت الراهن البحث جاريا عن مرتكب أو مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء التي وقعت في طريق تعرف مرور سيارات وشاحنات لنقل مادة الحشيش والتي سبق وأن ضبطت فيها كميات كبيرة من مخدر الشيرا.