اتهمت ساكنة المدينة العتيقة " الحشادي " بتخريب أحد أقدم المنازل التي لها قيمة تاريخية، وسبق أن سكنت فيه أعرق العائلات المسفيوية كعائلة أولاد وعزيز مما ذكره محمد الكانوني في كتابه " أسفي وما إليه قديما وحديثا " . وجاء في شكاية وقعها حوالي 60 شخصا إن ز،م الملقب ب " الحشادي " منذ أن اشترى البيت رقم28 بدرب الكنيسة بالمدينة العتيقة قام "بتجزئته وتفصيله كما يشاء ويحلو له ضاربا بعرض الحائط كل المعايير الهندسية والإجراءات القانونية، مما أدى إلى تدمير هذا الأثر الذي كان في السابق يمثل فنا فريدا له خصوصية متميزة في فن العمارة بزليجه ونقوشه وتصميمه الهندسي". وطالبت الساكنة عبر الشكاية التي أرسلت نسخ منها، إلى والي جهة دكالة عبدة عامل الإقليم، ورئيس المجلس البلدي وأعضائه، ومندوب وزارة الثقافة بأسفي وقائد الملحقة الإدارية الخامسة، بالتدخل العاجل لحماية المعالم والمباني والبيوت الأثرية للمدينة العتيقة. وأضافت الشكاية التي توصلت "أسفي اليوم" بنسخة منها أن المعالم الأثرية بالمدينة العتيقة تتعرض للطمس والتخريب، وعمليات الترميم العشوائي غير المرخص به والذي لا يخضع للمعايير التقنية والهندسية في غياب السلطة المحلية والجهات المختصة. وفي تصريح خص به "أسفي اليوم" قال العلمي الربيعي فاعل جمعوي يسكن بدرب الكنيسة بالمدينة العتيقة " إن البناء العشوائي الذي يزحف على المنطقة يسيء لمعالمها التاريخية، ويشوه فضاءها الأثري مما يتطلب تدخل جميع الجهات المعنية لحماية هذا التراث المغربي والإنساني". وأضاف لقد" دمرت عدة معالم تاريخية عن طريق البناء العشوائي من طرف جاهلين بقيمة وأهمية التراث والتاريخ في حفظ الذاكرة، واشتروا منازل وأماكن للعبادة ومدارس تاريخية وحولوها إلى مساكن ودكاكين بعد أن طمسوا معالمها المعمارية المغربية والمشرقية والأندلسية". وقال العلمي "لقد دمرت الكنيسة البرتغالية بعد أن حول أحد الأشخاص بيوتها للكراء قبل أن يتم إفراغها من طرف السلطات المحلية، وخرب بيت كان يسكنه القائد المشهور عيسى بن عمر، وبيوت أخرى سكنها أعلام وفقهاء المدينة، وخربت إحدى المدارس التاريخية كانت تسمى مدرسة القبة وأول مدرسة عصرية في المدينة استعمل فيها القلم الجاف والورق، وسبق أن زارها علال الفاسي وكتب على سبورتها القرويين الصغير نظرا لمكانتها العلمية على الصعيد الوطني. وتخرج منها -حسب المتحدث نفسه- علماء وفقهاء قاموا بنشر الوعي الديني وحاربوا المستعمر". وحذر العلمي من ظاهرة بيع المنازل التاريخية الكبيرة والواسعة إلى الأجانب الذين يتهافتون عليها لتحويلها إلى مشاريع سياحية أو ما يسمى ببيوت الضيافة.