* بعت سيارتي ب 5000 درهما وأديت ضرائبها ومستلزماتها بما يفوق هذا المبلغ * أجريت لي 3 عمليات لبثر رجلاي ولي مع المستشفى حكاية أخرى * تقدمت بطلب" الكريمة " للعمالة مصحوبا بصور لحالتي ولم أتلق جوابا * أرجو من مسؤولي المدينة أن يولوا اهتماما لقدماء السائقين ولمعاقي المدينة نستأنف حوارتنا مع العاملين بسيارة الأجرة بمدينة أسفي لإبرازمشاكلهم ومعاناتهم وحالاتهم الاجتماعية، وحوار اليوم مع سائق طاكسي كبير يحضى بإجماع من زملائه العاملين بالقطاع على أنه الأولى بالتفاتة من المسؤولين ليخرج من الأزمة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها لمدة طويلة، حمزة أمسين المزداد سنة 1944 الساكن ب 39 زنقة 1 تجزئة أمنية ، اشتغل سائقا بشركات ألمانية وفرنسية ويابانية ، وعانق مهنة سياقة سيارة الأجرة بإخلاص وتفان في العمل إلى أن شاءت الأقدار أن تبثر رجلاه بعد مرض أصابه، فدخل دوامة أزمات نفسية ومشاكل اجتماعية، وغضب عارم للإهمال الذي قوبل به طلبه الخاص بالكريمة، وقاوم ذلك بالصلاة وذكر الله، وإليكم الحوار متى كانت بدايتكم كسائق ؟ اشتغلت سنة 1973 في شركة ألمانية بالمكتب الشريف للفسفاط ، ثم بعد ذلك مع شركة فرنسية ، و بعد ذلك مع شركة يابانية ، كنت أشتغل سائق مهمتي نقل مسؤولي الشركة من مطار محمد الخامس إلى معمل الفوسفاط بآسفي . كيف كان وضعكم مع هذه الشركات ؟
كانت ظروف العمل جد عادية والحقوق مضمونة ، واكتسبت تجربة كبيرة إلا أنه في سنة 1983 انتقلت الشركة اليابانية للعمل بالجرف الأصفر بالجديدة ، وهناك تم التضييق علي من قبل أحد المسؤولين و بالضبط قائد مقاطعة أولاد بوعزيز بالجديدة . كيف ذلك؟ منعني من العمل ونجح في طردي من الشركة بطرق غير قانونية ، حيث راسل مسؤولي الشركة من أجل طردي لسبب وحيد وهو كوني لست من مدينة الجديدة، همه الوحيد هو تشغيل أبناء مدينته ، و لدي وثيقة تثبت صحة إدعائي ، ومن ثم جاء انتقالي إلى قطاع سيارة الأجرة. نود منكم أن تحكي لنا عن ظروف سياقتكم للطاكسي بأسفي؟ حصلت على رخصة الثقة سنة 1983 ، و إكتريت " كريمة " كبيرة رقم 66 إلى غاية 1999 ، وسحبت مني من طرف صاحبتها لعدم التفاهم حول الثمن المسبق لكراء لكريمة " الحلاوة " ، فبعت سيارتي ب 5000 درهما وأديت ضرائبها ومستلزماتها بما يفوق هذا المبلغ، سامحها الله ، و رغم ذلك لا زلت متابعا بواجبات الضريبة إلى يومنا هذا . وماذا بعد ذلك ؟ بعد ذلك عملت سائقا في مجموعة من سيارات الأجرة الصنف الأول إلى أواخر سنة 2004 ، و لم أعد قادرا على العمل بفعل مرض ألم بي ، حيث أجريت لي عملية جراحية في بداية سنة 2005 لبثر الرجل اليمنى ، ثم بعد ذلك عمليتين جراحيتين في سنة 2007 لبثر الرجل اليسرى ، ولقضيتي مع مستشفى محمد الخامس وطبيب تقويم العظام حكاية أخرى ، يكفي التذكير بالمعاملة الخشنة وعدم مراعاة وضعي وحالتي النفسية. كيف كان موقفكم آنذاك؟ بعد بثر رجلاي تمكن مني الشيطان ودخلت في عزلة تامة ، لا أتكلم مع أحد ولا شهية لدي للطعام ..وكنت معذبا في نومي ويقظتي ، إلى أن زارني بعض الأصدقاء مشكورين خلال شهر رمضان وأقنعوني بالصبر وبفضله، ونصحوني بالرضى بالقدر خيره وشره، وداومت على قضاء جل وقتي في المسجد وتسلحت بالصلاة والذكر والحمد الله أنا راض بقضاء الله وقدره. وهل تلقيتم مساعدات ؟ أبدا..سافرت إلى الدارالبيضاء لاقتناء رجل إصطناعية فكادت إحدى الشركات أن تنصب علي وتستولي على أولى دفعاتي بعد أن بعت أفضل ما أملك ، واقتنيت من مالي الخاص كرسيا كهربائيا ب 2 مليون سنتيم من إحدى الشركات بالدارالبيضاء، واستغربت آنذاك لقول صاحبها أن ثمن الكرسي الذي اقتنيته زهيد لأنه لإحدى جمعيات المعاقين ، وبالمناسبة انخرطت في جمعية للمعاقين بأسفي دون جدوى، وتقدمت بطلبي للعمالة للحصول على " الكريمة " سنة 2005 مصحوبا بصور لحالتي ولم أتلق جوابا ، وحال مرضي دون تتبع هذا الملف لغياب ولوجيات خاصة بالمعاقين بمختلف الإدارات، وحاليا أتقاضى أجرا شهريا 1100 درهما من الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي ، لا يكفيني لشراء الأدوية . كلمتكم الأخيرة أرجو من مسؤولي المدينة أن يتفهموا وضعي الصحي والاجتماعي على رأسهم السيد الوالي المحترم، فينفضوا الغبار من ملفي الخاص " بالكريمة " ، وأن يولوا اهتماما لقدماء السائقين ولمعاقي المدينة وذوي الاحتياجات الخاصة، وأملي الكبير أن تصل مشاكلي ووضعيتي الصحية والاجتماعية ملكنا العظيم محمد السادس نصره الله وأيده.