يواصل الدكتور عبد الرزاق الوزكيتي رئيس المجلس العلمي المحلي لأسفي، نشر سلسلة مقالات كتبت في ظلال الحجر الصحي لكورونا ، حصريا بجريدة " أسفي اليوم" الورقية والإلكترونية ، ننشرها تباعا إن شاء الله. .............................. سلسة مقالات كتبت في ظلال الحجر الصحي إعداد : الدكتور عبد الرزاق الوزكيتي ( رئيس المجلس العلمي المحلي لآسفي ) صفة القلب السليم / ج 1 القلب هو موضع نظر الله تبارك وتعالى من الإنسان " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " فإذا أردت النجاة يوم القيامة ، فالقلب هو الحجة التي تقدمها بين يدي الله تثبت بها براءتك وتثبت به صحة إيمانك " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ( سورة الشعراء 88 – 89 ) وقال تعالى " من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " ( سورة ق الآية 33 ) القلب السليم والقلب المنيب هو أساس الدين حقا القلوب عليها المعول ، اعمل ما شئت من الأعمال الظاهرة فلن تقبل عند الله إذا كان قلبك مغشوشا . فأنت لا تستطيع أن تسلك الطريق إلى الله إذا كنت تحمل أثقالا من الآثام تثقل ظهرك ولا تقدر بها على أن تمشي خطوة إلى الأمام لا بد من أن تتخفف وتزيل تلك الذنوب عن كاهلك ، كيف تزيلها ؟ تزيلها بالتوبة ، ما هي التوبة ؟ هي الرجوع إلى الله إذ من فضله سبحانه وتعالى علينا أن رزقنا التوبة وأعطانا هذا الحق " فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " ليس عجيبا أن تذنب وتتورط في المعصية فتلك طبيعة خلقتك ، لأنك خلقت خلقا مزدوجا فيك قبضة الطين ونفخة الروح الطين يهوي بك إلى أسفل والروح ترقى بك إلى أعلى ، أحيانا تنزع إلى الطين وتخلد إلى الأرض فتكون كالحيوان أو أضل سبيلا وأحيانا تعلو وتعلو حتى تكون كالملائكة أو أرفع مقاما . في بعض الأحيان يغلب الطين على الروح يغلب العنصر الحيواني العنصر الرباني فتقع المعصية . وهذا ليس بعجيب فقد عصى آدم وهو أبو البشر لما أغواه إبليس وحلف له ولزوجته " إني لكما من الناصحين " ( سورة الأعراف الآية 21 ) وقال لآدم " هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " ( سورة طه الآية 117 ) وما زال يوسوس له حتى صدقه وأكل من الشجرة " وعصى آدم ربه فغوى " ( سورة طه الآية 118 ) لكن آدم لما شعر أن الشيطان خدعه وورطه في المعصية استيقظ ضميره وهو ذلك العنصر الروحي " ونفخت فيه من روحي " ( سورة الحجر الآية 29 ) ورجع إلى ربه وقرع بابه تائبا مستغفرا وقال هو وزوجه " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " ( سورة الأعراف الآية 22 ) " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " ( سورة البقرة الآية 36 ) فانتهت معصية آدم بالتوبة وهكذا ينبغي أن تنتهي كل معصية يقترفها أبناء آدم . ليس عجيبا أن تذنب فقد أذنب أبوك آدم ولكن العجب أن تتمادى في الذنوب وأن تستمر في طريق المعصية وتنسى ربك وتنسى الرجوع إليه فتتراكم عليك الذنوب حتى يسود قلبك وهنا الخطورة . فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت " أي مسح ومحي أثر المعصية وعاد القلب أبيض كالمرآة الصافية فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه ، يعني إذا أذنبت ذنبا آخر نكتت في قلبك نكتة سوداء أخرى ثم لا يزال يذنب وتتكاثر هذه النكث السوداء حتى تغطي القلب فذلك الران الذي ذكر الله تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ( سورة المطففين الآية 14 ) فالخطر أن تغفل وتستمر في طريق الشيطان ولا تحس بما أنت فيه من خطأ حتى يخطفك الموت هذا هو الخطر استبعاد الموت ابن العشرين يقول أتوب في الثلاثين وابن الثلاثين يقول في الاربعين وهكذا …