هي ساعات قليلة تفصلنا عن أفول عام منصرم (2018) ، وحلول عام قادم (2019) بإذن الله .. مناسبة لا ينبغي اختزالها في لحظة لتبادل الهدايا والتهاني ، أو سهر هذه الليلة حتى مطلع الفجر في اللهو وسفاسف الأمور ، بل هي لحظة للتأمل ومراجعة الذات . وهذا الموقف يتطلب منا وضع العام المنصرم في المختبر لتحليل أحداثه وتفاعلاته واستخلاص ما نستطيع تحصيله من دروس وعبر مرتبطة بحياتنا لتفادي كل ما من شأنه عرقلة مسيرتنا السليمة والمتوازنة نحو غاية واحدة هي تحقيق السعادة في الدنيا والأمل في حسن الخاتمة والمصير. لسنا معصومين من الوقوع في الخطأ فكل ابن آدم خطاء ، لكن التمادي في ارتكاب نفس الأخطاء والاستهانة بدروس الزمن هو من قبيل التهور المؤدي الى أوخم العواقب .. إن مدرسة الحياة لا تقدم شهادات التخرج ، بل هي تجربة مستمرة من المهد الى اللحد عبر مسار صعب المراس لإعادة بناء الخبرة . فهناك من يتجاوز هذا المسار برزانة وثبات ، وهناك من ينطلق من البداية بحسابات خاطئة ليغوص ويغيب في أول الطريق وعند أول محك .. أرجو الله العلي القدير وقد أزف حلول العام الجديد 2019 أن ينير سبيلنا ويبدد ظلمة طريقنا ،ويشملنا بعفوه ومغفرته ، وينزل اللطف في قضائه وقدره ، وأن يؤلف بين القلوب المتناحرة ليعم السلم والسلام والسكينة والوئام سائر مناكب المعمور إنه سميع مجيب .