اعتبر الباحث الجامعي المتخصص في القانون الدولي ‘الشرقاوي الروداني'، أن ‘القمة المغربية الأفريقية في مراكش و التي ترأسها الملك محمد السادس تأتي في سياق سياسة ملكية تتسم بالبرغماتية و الدفع نحو اندماج حقيقي بين الجهات الأفريقية'. و قال ‘الروداني' في تصريح لموقع Rue20.com، أنه ‘و الى جانب ذلك تدخل القمة في إطار الدبلوماسية الواقعية التي أصبح يتطلع بها المغرب، حيث تأتي بعد عدة زيارات رسمية قام بها الملك إلى مناطق مختلفة من القارة الأفريقية؛ حرص خلالها الملك على تأسيس شراكات استراتيجية متعددة الجوانب تصب بشكل كبير في خلق تنمية سياسية و اقتصادية من شأنها أن تكون آليات لاستقرار و الأمن في مجموعة من البلدان'. و شدد ‘الروداني' وهو الباحث في الشأن الامني والاستراتيجي، أن ‘قمة مراكش الأفريقية تأتي كذلك بعد عدة محطات تاريخية ابانت على الاهتمام الاستراتيجي المغربي بالقارة الأفريقية، فبعد الخطاب الموجه إلى زعماء دول العالم في الأممالمتحدة حيث دعا إلى خلق آليات حقيقية للنهوض بالأوضاع المزرية التي تعيشها أغلب الدول الأفريقية، جاءت محطة خطاب أبيدجان الذي رسمت ملامح الرغبة الأكيدة لجلالة الملك في المساهمة مع الشركاء الحقيقيين بالنهوض بأوضاع القارة الأفريقية'. و أكد ‘الروداني' على متن تصريحه، أن ‘خطاب دكار والذي كان موجه للشعب المغربي بمناسبة ذكرى وطنية لها رمزية كبيرة، جاء ليؤكد المقاربة الملكية في الدفاع عن مصالح أفريقية والالتزام الكبير للمملكة في الرقي بالقارة إلى مستويات عالية من النمو و الاستقرار'، مضيفاً أن ‘الخطاب الملكي في الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار لأمم المتحدة حول التغيرات المناخية المنعقد ببلادنا اتسم بالواقعية والصراحة في تشخيص المعوقات والمشاكل الحقيقية التي تواجه القارة الأفريقية'. لهذا، يعتبر ‘الروداني' أن ‘المؤتمر كان للدفاع عن المطالب الواقعية للافريقيا والقمة الأفريقية و الحضور المتميز للمجموعة من الدول كالصين ، فرنسا، و دول الخليج العربي وكلهم تجمعهم مع المملكة علاقات استراتيجية رفيعة المستوى، تبين أن الرسالة هي أن إمكانيات المملكة و علاقاتها الاستراتيجية مع دول العالم تضعها رهن القارةالأفريقية من أجل رفع التحديات المتعلقة بالتنمية المستدامة و كذلك الاستقرار و الأمن في أفريقي'. في هذا الصدد، يضيف ‘الروداني' أنه ‘يتبين أن انعقاد قمة العمل الأفريقي على هامش مؤتمر الأطراف و كذلك المضامين القوية لخطاب جلالة الملك الذي دعا فيه دول الملوثة الصناعية إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه الآثار المهولة للتغيرات المناخية يؤكدان بقوة أن هناك مسيرة خضراء هادئة يقودها جلالة الملك من أجل تحرير أفريقيا من تبعياتها الاقتصادية و دفع الدول المانحة في توفير الإمكانيات الضرورية من أجل تملك علاقات شمال جنوب واقعية و ذات مصداقية'. و شدد الباحث في القانون الدولي أنه ‘لا يمكن تطبيق الأجندات المناخية الدولية دون الأخد بعين الاعتبار الفراغ الجيوسياسي الذي الزمته مرحلة ما بعد الحرب الباردة و تأثير ذلك على المعادلات المرتبطة بالعلاقات في الفضاءات الجغرافية الأفريقية'. و ختم ‘الروداني' على متن تصريحه لموقع Rue20.com, أن ‘القمة الأفريقية و ما صاحبها من تطابق الرؤى للجميع الدول هو تحول جوهري في النفسية و الدهنية الاستراتيجية الأفريقية من خلال تملك قرارها و المصير المشترك للقارة'، معتبراً، أن ‘قمة العمل الأفريقي يؤكد الدور التاريخي و الجغرافي للمملكة و يكرس أهمية المحددات الاستراتيجية للمغرب في حماية أفريقيا وتحقيق التوازنات الجيوسياسية للقارة في الخريطة الاقتصادية والاجتماعية الدولية'. و خلص ‘الروداني الى أن ‘القمة خلقت آليات نفسية و عملية لإيجاد مفاتيح التخطيط الاستراتيجي المشترك بين الدول الأفريقية'.