أثارت صورة لشاب تركي وهو ملقى على الأرض لمنع تقدم دبابة عسكرية تابعة للإنقلابيين الذي فشلوا في قلب نظام “رجب أردوغان” مساء أول أمس الجمعة الكثير من الجدل بعد أن تم تقديمه كمواطن مغربي من خلال صورة مزيفة ومعدلة على الإنترنت. ونشرت وسائل إعلام وصفحات فايسبوكية تركية باللغة العربية صورة للشاب التركي مقدمة إياه كمغربي موجهة له الشكر كما هو الحال بالنسبة لصفحة “تركيا نيوز” التي كتبت “المغربي الذي نام امام الدبابة مشاركا اخوانه الاتراك في صد الانقلاب ، لقد دخلت التاريخ من اوسع ابوابه … كل الاحترام و التقدير لك و للشعب المغربي الشقيق”. وانتشرت الصورة بسرعة البرق على مواقع التواصل الإجتماعي وتناقلها المغاربة بشكل كبير حيث ذهب أغلبهم إلى الإفتخار والإشادة ب”المغربي المزيف”. وكالة الأناضول كانت السبّاقة لذلك حيث أجرت حواراً مطولاً مع صاحب الصورة الشاب متين دوغان (40 عاماً). يقول دوغان أنه قرّر الخروج للشارع فوراً بعد أن سمع بما حدث في أنقرة وإسطنبول. ويضيف أن عائلته حاولت منعه من مغادرة المنزل لكنه أصرّ على ذلك وغادر متوجهاً للشارع. ويضيف يقول دوغان “بحثت كثيراً ولم أجد سيارة أجرة توصلني للمطار فطلبت من شخص وجدته بالصدفة أن يوصلني بدراجته الشخصية حيث رفض في البداية قبل أن يشاهد دموعي تنهمر حزناً ويوافق من جديد”. و نجح دوغان في الوصول لمحيط المطار فما كان إلا أن صرخ في وجه عددٍ من الجنود الذين حاولوا السيطرة على بوابات المطار قائلاً “أنا عسكري تركي، من أنتم؟ ماذا تريدون؟ من الذي أرسلكم؟” ومن ثم ألقى بنفسه تحت جنازير مدرعتهم مردداً “مروا فوق جسدي واقتلوني إذا كنتم تريدون المرور”. ما فعله دوغان آثار تعاطف العساكر حيث خرج أحدهم ليقول له “نحن منكم لن نتخلى عنكم، سندافع عنكم دائماً”، لتكون هذه الكلمات كافية لينهض دوغان من أمام الدبابة التي عادت أدراجها بعد ذلك. و يقول دوغان في نهاية حديثه “لم أتوقّع أن أخرج حياً من ذلك الموقف، لقد كانت لحظات صعبة للغاية” قبل أن يعبّر عن شعوره بالفخر والرضى عمّا قام به.