لم تمر القمة الخليجية المغربية،التي انعقدت أمس الأربعاء بالعاصمة السعودية الرياض دون أن تثير حنق الجزائر التي سارعت إلى مهاجمة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية و التي أكدت على تضامنها مع المغرب، و رفضها المساس بوحدة أراضيه لا سيما في قضية الصحراء. الإعلام الجزائري بدوره وفي كل مرة يسعى لمهاجمة حلفاء و أصدقاء المغرب ومن بينهم دول الخليج حيث اعتبر أن ” التحرك السعودي الجديد، جاء في سياق برودة في العلاقات مع الجزائر، التي تعد أحد داعمي حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”. واعتبرت صحيفة “البلاد” الجزائرية أن ” هذا الجمود الدبلوماسي،ازداد بسبب موقف الجزائر المتحفظ على تصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي وكذا مجلس وزراء الداخلية العرب في اجتماعه الأخير بتونس وهو قرار زكته الرباط”. وتسير الدبلوماسية الجزائرية على النقيض من التوافق العربي الذي تقوده السعودية في المنطقة، حيث رفضت دعم التحالف العربي الذي يدعم الشرعية اليمنية بمواجهة المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران، والذين سيطروا على البلاد بقوة السلاح. وفيما تساعد الرياض على حل سياسي في سوريا عبر مفاوضات جدية بين المعارضة والنظام، فإن السلطات الجزائرية بادرت من البداية إلى دعم الرئيس السوري بشار الأسد في وجه احتجاجات شعبية واسعة مطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية. ولم تحتج الجزائر، التي تقول دائما إنها تعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، على تدخل إيران وميليشيات تابعة لها في سوريا، ولا على التدخل الروسي لإسناد الأسد، أو على القصف التركي لمواقع في سوريا باستمرار. مصادر إعلامية كانت قد كشفت أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رفض دعم مبادرة سعودية لتشكيل تحالف إسلامي للحرب على الإرهاب في دجنبر 2015، وتزامن هذا الرفض مع زيارة إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، للجزائر ولقائه مسؤولين بارزين بينهم بوتفليقة. يذكر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أكد أمس الأربعاء،بالرياض أن القمة الخليجية المغربية، تعكس العلاقات الوثيقة في كافة الجوانب العربية، مشيرا إلى أن دول الخليج تتضامن مع المغرب، وتؤكد رفضها المساس بوحدة أراضيه لا سيما في قضية الصحراء.