عبر وزير الأوقاف الجزائري، محمد عيسى، عن موقف متناقض يفسر به سياسة بلده الخارجية؛ ففي الوقت الذي برر عدم رغبة بلاده في المشاركة في عاصفة الحزم باليمن، والاتحاد الإسلامي لمواجهة الإرهاب الذي تقوده السعودية، بكون الجزائر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تناسى أن بلده نفسها تنتهك هذا المبدأ من خلال إصرارها على التدخل في قضية الصحراء، بإعلان دعمها الواضح للانفصاليين. وأقر محمد عيسى، خلال افتتاحه الدورة الثانية عشرة للملتقى الدولي للمذهب المالكي، بوجود اختلاف بين الجزائر والسعودية في العديد من القضايا الإقليمية، ومن بينها الملف اليمني، وحتى السوري؛ ففي الوقت الذي تؤكد السعودية على ضرورة تنحي الأسد، قام وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، بزيارة إلى سوريا، بهدف "تعزيز التعاون" مع النظام السوري. وكشف الوزير الجزائري أن هناك اختلافا أيضا بين الرياضوالجزائر حول قضية الصحراء، قائلا في الوقت ذاته: "لا توجد أي أزمة مع السعودية، فنحن نحافظ على علاقات أخوية مع المملكة". ودفع الاختلاف بين البلدين الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى إرسال رسالة إلى الملك السعودي سلمان، لشرح موقف بلده الرافض للمشاركة في التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، وأيضا موقف الجزائر من الحرب السورية، وحفاظها على العلاقات مع النظام السوري الذي يواصل ارتكاب المجازر في حق شعبه، وآخرها ما يحدث في مدينة حلب. ورفض الوزير الجزائري التعليق على البيان المشترك الذي صدر عقب القمة الخليجية المغربية، والذي أكد على دعم دول الخليج للمغرب في ملف الصحراء، ورفضها المساس بالوحدة الترابية للمملكة، معتبرا أن الحديث عن أزمة هو "من اختلاق وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي". وأكد الوزير أن السعودية تفهمت الموقف الجزائري القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، انطلاقا من الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى الملك سلمان، مواصلا بأن "الدستور الجزائري يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، وهو الأمر الذي لا تحترمه الجزائر في ملف الصحراء. ورغم سعي الجزائر إلى تلطيف الأجواء مع الرياض، إلا أن هوة الخلاف بين البلدين تتسع، خصوصا مع التطورات التي تعرفها الساحة اليمنية، والسورية، وأيضا الموقف من إيران.