أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس الإثنين، للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أن مواقف بلاده من القضايا الراهنة في المنطقة العربية ،نابعة من رفضها التدخل في شؤون الدول الداخلية ودستورها الذي يمنع مُشاركة الجيش خارج الحدود. جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن الطيب بلعيز، مبعوث الرئيس الجزائري، الذي استقبله ملك السعودية بالرياض. المسؤول الجزائري قال: "جئت إلى الرياض ناقلاً رسالة للعاهل السعودي من طرف الرئيس بوتفليقة، حملت بعض التوضيحات". وتابع ذات المسؤول "قد يبدو للبعض خطأ بأن بعض المواقف التي تأخذها الجزائر بشأن عدد من القضايا الساخنة المطروحة على الساحة العربية وحتى الإقليمية تخالف بعض شركائها العرب، غير أن مواقفها هذه راجعة في الأساس إلى موروثها التاريخي منذ الثورة التحريرية، القاضي بعدم التدخل في الشأن الداخلي لغيرها من البلدان إلى جانب دساتيرها التي تحظر على قواتها المسلحة أن تتخطى حدود البلاد". تبريرات الرئيس الجزائري ،التي عبَّر عنها صراحة مبعوثه الخاص لملك السعودية، فجَّرت موجة سخرية عارمة بين نشطاء الفايسبوك وكذا بعض الصحف المُعارضة. إحدى تلك الصحف عنونت مقال له صلة بذات الموضوع ب "ها المقروط تاع الصح :بوتفليقة للعاهل السعودي دستور الجزائر ضد التدخل في الشأن الداخلي للبلدان بإستتناء الصحراء الغربية" ؛في الوقت الذي تساءلت فيه صحيفة محلية أخرى ،عن "ماذا يمكن أن نسمي الدعم اللامشروط لجبهة البوليساريو! وكذا استقبال المسؤولين الجزائريين لمسؤولي الجبهة ؟ ..أليس هذا تدخل في الشأن الداخلي للمغرب؟ .. الجزائر تنحني أمام السعودية لأن بلدنا في أزمة وفي حاجة لاستثمارات خليجية".