كشفت صحيفة “الخبر” الجزائرية أن الوفد السياسي المغربي الذي زار الجزائر في ال5 من فبراير الجاري بقيادة الاشتراكي البارز “محمد بن سعيد آيت إيدر” قد وجه دعوة لجبهة “البوليزاريو” لحضور لقاء حول الصحراء في مارس المقبل بمدينة مراكش. الصحيفة ذاتها أوردت أن الوفد المغربي المكون من القيادي والمقاوم “محمد بنسعيد أيت يدر”، و المؤرخ مصطفى بوعزيز، والفاعل الجمعوي وعضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، عبد اللطيف اليوسفي ناقش مع وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة”،تجاوز التوتر في علاقات البلدين وعن إتاحة الفرصة لمواطني البلدين للتواصل فيما بينهم. أحمد السليماني، رئيس “مركز محمد بن سعيد آيت إيدر للدراسات والأبحاث” قال للصحيفة الجزائرية أن “الحوار مع وزير الدولة وزير الخارجية الجزائري كان مفيدا جدا، تناول فيه، وفد المركز، رغبته في فتح صفحة جديدة تساعد المغرب والجزائر على تجاوز الوضع الحالي، وتفتح لهما آفاق التعاون والنمو، وتسمح للمواطنين بالتواصل دائم الوشائج والروابط التاريخية”. وأضاف ذات المتحدث للصحيفة الجزائرية أن ” الأوضاع الجيوستراتيجية تفرض على البلدين، خاصة وعلى دول المغرب الكبير عامة، الارتقاء إلى مستوى تحديات المرحلة، سواء في الأمن أو في التكامل والتعاون وبناء المستقبل المشترك، والبحث عن حل جماعي لمعضلات المنطقة، اعتبارا لكون مستقبل المغرب في الجزائر، ومستقبل الجزائر في المغرب”. واعتبرت “الخبر” الجزائرية أن قضية الحدود لم ترد في ردود السليماني،إلا أنها اعتبرت حديثه عن "تواصل المواطنين" و"الروابط التاريخية"، يمكن أن تفهم بأن غلق الحدود هو ما يعيقها. وأضاف “السليماني” الذي يعتبر اليد اليمنى ل”آيت إيدر” أن وزير الخارجية الجزائري “لعمامرة” “انسجم مع الطموح والإرادة في بناء المستقبل المشترك، إذ أننا إذا ما رجعنا فقط إلى منطق المصالح تبرز ضرورة التعاون والتكامل، ولكن ما إن تتبدد الغيوم حتى يظهر ما يعكر الأجواء”. وحول اللقاء الذي جرى مع الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال،قال السليماني “طبيعة اللقاء مع السيد رئيس الوزراء، ومناسبته لم تكن لتسمح بالنقاش في موضوع زيارة الوفد ومبادرة المركز، ولذلك كان الخطاب بيننا عميقا في قضايا اللحظة السياسية والانشغالات الكبرى”مضيفاً “وكان الحوار وديا يفتح الآفاق ويبعث على الأمل، وقد جاء في سياق تكرم السيد الوزير الأول بتنظيم مأدبة غداء على شرف الشخصيات المغربية كلها، وليس وفدنا فقط، التي حضرت إلى الجزائر للمشاركة في أربعينية القائد المغاربي الفقيد الحسين آيت أحمد”. وذكرت الصحيفة أن اللقاءين اللذان أجراهما كل من الوزير الأول الجزائري “عبد الملك سلال” و زميله في الخارجية “لعمامرة” مع الوفد المغربي جريا بناء على أوامر من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. و نقلت “الخبر” على لسان “السليماني” قوله إن موضوع الزيارة للجزائر بالأساس،هو توجيه دعوات لأحزاب جزائرية للمشاركة في مناظرة دولية حول قضية الصحراء، يعتزم المركز تنظيمها بمدينة مراكش الشهر المقبل. ونقل السليماني للجريدة الجزائرية عن آيت إيدر أنه "يتمنى" أن يحضر المناظرة "كل الأطراف المعنية بها، والتي يمكنها أن تساعد على إيجاد مخارج مشرفة للجميع من الأزمة، وتجاوز المعيقات التي تحول دون بناء مغرب كبير متضامن". وكشفت الصحيفة أن مصدراً حزبياً جزائري ذكر لها أن البوليزاريو معنية بدعوة البعثة المغربية.