لم تمر زيارة القيادي اليساري بنسعيد آيت إيدر إلى الجزائر دون أن تسكب صحافة البلاد مدادها حول الموضوع، إذ كتبت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن المعارض المغربي كان قد طلب ملاقاة عبد العزيز بوتفليقة، لكن الأخير رفض وكلف وزير الخارجية رمطان لعمامرة بذلك. وبحسب ما كتبته "الخبر"، فإن الرئيس الجزائري رفض لقاء آيت إيدر حتى لا يكون اللقاء "مصدرا للتأويل من قبل السلطات المغربية، لكون بن يدّر من أكبر معارضيها وله مواقف تختلف عن الموقف الرسمي من الصحراء"، بحسب تعبيرها. ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي جزائري قوله إن سلطات بلاده "حرصت على إبعاد كل طابع رسمي عن المقابلات التي تمت مع آيت إيدر، بدليل لم يتم تغطيتها من التلفزيون الجزائري، وذلك تجنبا لتأويلات قد يكون مصدرها جبهة القوى الاشتراكية التي جاء إليها الوفد المغربي معزيا في وفاة الراحل آيت أحمد"، بحسب تعبير الصحفية. المصدر نفسه أشار إلى أن سلاّل التقى بآيت إيدر ومعه سفير المغرب بالجزائر في مطعم بالعاصمة، مؤكدا أن "الحديث بينهما كان عاما، شمل التحديات التي يواجهها المغرب العربي، وحلم الشعوب المغاربية في الوحدة"، فيما نفى المصر نفسه أن يكون قد تم، خلال هذا اللقاء، التطرق إلى مسألة الحدود المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994. وحاولنا الاتصال بآيت إيدر من أجل التعليق على الموضوع إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب. ويذكر أن وفد اليساريين المغاربة كان قد زار الجزائر، الأسبوع الماضي، بمناسبة أربعينية رجل الثورة حسين آيت أحمد، وضم الوفد كلا من المؤرخ الدكتور مصطفى بوعزيز، والفاعل الجمعوي وعضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، عبد اللطيف اليوسفي. وكان مصدر مقرب من آيت إيدر، قد قال، في تصريح لهسبريس، إن زيارة الوفد المغربي إلى الجارة الشرقية تعود إلى سببين، الأول المشاركة في أربعينية زعيم جبهة القوى الاشتراكية الراحل حسين أيت احمد، والثاني الدعوة إلى ندوة دولية كبرى حول الصحراء سينظمها مركز بنسعيد شهر أبريل القادم.