قالت نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاءسطات إن الوضع الوبائي بمدينة الدارالبيضاء "مقلق جدا"، بفعل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19′′، والتي ناهزت 1000 حالة يوم الأحد 6 شتنبر الجاري، وهو رقم قياسي لم يسبق تسجيله من قبل. الرميلي وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "ميدي 1 تيفي" ليلة الأحد الماضي، قالت إن ما يزيد من القلق بخصوص الوضعية الوبائية بالمدينة هو أن 50 بالمائة من الحالات المصابة ب "كوفيد 19" تصل إلى المستشفيات وهي في حالة متطورة، وهو ما جعل عدد الحالات داخل العناية المركزة يصل إلى 100 حالة، وهو ما يدعو إلى القيام بجميع الوسائل الممكنة للحد من انتشار هذا الوباء بالمدينة. و ذكرت أن نسبة الحالات الإيجابية وصلت في أحد أيام الأسبوع الماضي إلى 20 بالمائة من عدد التحاليل المخبرية التي أجريت في ذلك اليوم، وهو ما استدعى القيام بالإجراءات الضرورية للحد من هذا الارتفاع وتشديد هذه الإجراءات. وأوضحت الرميلي أن الوضعية الوبائية ووضعية الفيروس بالمدينة لم تتغير، بل ما تغير هو والتنقل غير العادي للمواطنين وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الضرورية بالشكل المطلوب، وهو ما جعل الفيروس سريع الانتشار بمدينة الدارالبيضاء. وأشارت إلى أنه بحكم أن مدينة الدارالبيضاء "مدينة حية" وتعرف كثافة سكانية كبيرة وحركية اقتصادية وتجارية، كان من المتوقع تسجيل بعض الارتفاع في عدد حالات الإصابة بالفيروس، لكن ما فاقم الوضع هو أن "الساكنة بدأت تعيش حياتها بشكل شبه عادي وتناسوا شيئا ما أن هناك وباء". وسجلت أن الاستعدادات المبكرة للسلطات الصحية والترابية بالمدينة مكنت من توفير 3 مستشفيات ميدانية، و130 سرير في العناية المركزة و130 أخرى في أقسام الإنعاش. وقالت إن المدينة تتوفر على 3000 سرير مخصصة لمرضى كورونا، وإن عدد الأسرة التي يرقد فيها مرضى الكوفيد وصلت إلى حوالي 1700 سرير، أما المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض فيتبعون البرتوكول العلاجي المعتمد من طرف الوزارة في بيوتهم عندما تتوفر الشروط الاجتماعية لذلك. وأشارت إلى أنه يتم العمل حاليا على الزيادة في الطاقة الاستيعابية الصحية المخصصة لمرضى "كوفيد 19". وأضافت المديرة الجهوية للصحة أن مدينة الدارالبيضاء أعادت مسار علاج مرضى الكوفيد، بالتالي فهناك مركز الاستماع الذي يهاتف المرضى ويوجههم إلى المستشفيات النهارية الميدانية التي تم خلقها داخل كل مستشفى من مستشفيات المدينة، والتي تستقبل جميع المرضى، وهناك يتم عزل الحالات المريضة التي تحتاج إلى الدخول إلى المستشفيات والحالات التي يمكنها متابعة البروتوكول العلاجي ببيوتهم. وقالت إن 5 بالمائة من الحالات المصابة تكون في حالة حرجة، وأنه كلما ارتفع عدد الحالات ترتفع معه عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولياته في الحد من ارتفاع انتشار الفيروس بالمدينة. ودعت المواطنين الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالكوفيد إلى الالتحاق بالمراكز الصحية المخصصة للكوفيد والمستشفيات وعدم انتظار إجراء التحليلة الخاصة بالفيروس. واعتبرت أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة يوم الأحد 6 شتنبر الجاري والقاضية بتشديد الإجراءات الاحترازية، وإغلاق جميع منافذ مدينة الدارالبيضاء، واعتماد التعليم عن بعد، وغيرها من الإجراءات الأخرى "كانت ضرورية لأن الحالة الوبائية بالمدينة مقلقة"، وأن هذه الإجراءات ستساعد على الحد من وتيرة انتشار العدوى وأن تبقى الطاقة الاستيعابية السريرية والصحية لعلاج المرضى المحتاجين للعلاج بالمستشفيات تحت السيطرة، وعدم فقدان السيطرة". وبعدما نوهت بالمجهودات التي تقوم بها الأطر الصحية بالمدينة المجندة لمواجهة هذا الوباء، وجهت نداء لهذه الأطر لمزيد من الصبر في هذه الظروف الاستثنائية، حتى تربح المدينة والبلاد هذه المعركة بأقل الخسائر الممكنة، وأن "وطنهم لن ينسى لهم هذا الصنيع". كما دعت المواطنين إلى تحمل مسؤولياتهم والالتزام بالإجراءات الوقائية الموصى بها وعدم الاستهانة بالأمر، لأن السيطرة على الوضع الصحي وتراجع عدد الإصابات بالفيروس رهين بمدى تحمل المواطنين لمسؤولياتهم.