بعد ساعات من التشاور والانتظار، كشفت الرئاسة الفرنسية الاثنين على لسان أمينها العام أليكسي كولر عن أسماء حكومة رئيس الوزراء الجديد جان كاستكس، والتي تتشكل من ثلاثين وزيرا ووزيرا منتدبا، بالإضافة إلى وزير دولة والناطاق باسم الحكومة (غبريال أطال). وبرزت في هذه التشكيلة الحكومية الجديدة أسماء لعبت دورا أساسيا في الحكومة السابقة بقيادة إدوار فيليب. إذ تم الاحتفاظ بإيف لودريان وزيرا للخارجية، وفلورانس بارلي وزيرة للجيوش، في حين عين جيرالد دارمانين وزيرا للداخلية خلفا لكريستوف كاستنير الذي دفع ثمن إدارته السيئة لما سمي "احتجاجات عنف الشرطة" عندما خرج متظاهرون بعدة مدن فرنسية منددين بالعنصرية على خلفية مقتل الرجل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 مايو/أيار على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس. ولعبت لجان المطالبة بإعادة التحقيق في وفاة الشاب الفرنسي أداما تراوري دورا كبيرا في هذه الاحتجاجات، ما دفع بكاستنير إلى إعلان إنهاء استعمال الشرطة لتقنية الخنق خلال عمليات التوقيف. وهو الأمر الذي دفع بنقابات الشرطة ب "سحب" الثقة من وزير الداخلية آنذاك. وفضل الرئيس ماكرون نهج الاستمرارية والتحكم في الملفات بما يخص وزارة الخارجية بما أنه أعاد وضع الثقة في جان إيف لودريان الاشتراكي السابق الذي كان مقربا من الرئيس فرانسوا هولاند (2012 – 2017). وكان لودريان (73 عاما) وزيرا للدفاع في عهد هولاند. وضمت حكومة كاستكس شخصية "جديدة قديمة" يمينية معروفة لدى الفرنسيين، وهي روزلين باشلو (74 عاما) وزيرة الصحة في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي (2007 – 2012) ووزيرة البيئة في عهد الرئيس جاك شيراك (1995 – 2007)، والتي عينت وزيرة للثقافة خلفا لفرانك ريستير. وقال قصر الإليزيه إن برونو لومير سيحتفظ بمنصب وزير المالية على أن يتولى تنسيق خطة الإنعاش الاقتصادي بعد فيروس كورونا. ويعتبر برونو لومير (51 عاما) أحد ركائز سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون. فهو رجل سياسي مطلع على دواليب السلطة إذ أنه كان رئيس مكتب رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان (بين 2006 و2007) ووزيرا سابقا للزراعة والصيد البحري – وهو منصب حساس جدا في فرنسا، البلد الزراعي الأول في أوروبا – ووزير دولة مكلف بالشؤون الأوروبية.