أثار ظهور مشجعات سعوديات بدون حجاب، في مباراة السوبر السعودية لكرة القدم التي جرت في لندن بين فريقي الهلال والنصر، جدلا كبيرا في أوساط المغردين السعوديين والعرب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية أخرى. وحقق وسم “#فضيحة_السوبر_في_لندن” أعلى معدلات تفاعل في كل من السعودية ومصر والكويت والإمارات وعُمان وقطر بأكثر من ثلاثين ألف تغريدة، بخلاف معدلات التفاعل والردود على تويتر. وفتح الموضوع مجددا نقاشا ساخنا حول محددات الحرية والدين داخل المجتمع السعودي، ما بين تيارات ليبرالية وأخرى دينية، على اعتبار أهمية الحدث الكروي في السعودية والخليج الذي يكتسب رونقا خاصا لمحبي الكرة الخليجية. وما زاد الأمر إثارة، هو دخول رموز خليجية في مواجهة مباشرة، فقد فجر النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي وليد الطبطبائي نقاشا واسعا بتغريدته التي انتقدت ظهور نساء غير محجبات في مدارج الملعب، معتبرا الحدث “تغريبا للمجتمع السعودي”. ولاقت تغريدة الطبطبائي تفاعلا واسعا من قبل الجمهور العربي على تويتر، فقد علق الفنان السعودي ناصر القصبي على كلام الطبطبائي بمطالبته بعدم التدخل في أمور المجتمع السعودي والاكتفاء بنقاش شؤون “ديرته” فقط. انقسام فكري من جهة ثانية، بدا الانقسام الثقافي والفكري واضحا في ردود أفعال المتابعين بين من اعتبر الأمر حرية شخصية في دول تحترم المرأة ولا ترصد فيها حالات تحرش أو تضييق عليها وعلى لباسها وشكلها، وطالبوا المنتقدين بعدم فتح الباب للطعن في الأعراض والحديث عن ظاهرة عابرة. وذكر خالد الرشيد مفارقة أن الفتيات كن يجلسن بجانب الشباب دون تدوين حالة تحرش واحدة، ليحيل ذلك إلى وازع القانون في الدول الغربية التي تتصدى لهذه الظواهر بصرامة على حد قوله، بينما يذكر أن المرأة بحجابها وعباءتها تتعرض للتحرش في بلادنا وفق ما أورد. وتناولت رغد عبد العزيز الحدث من زاوية التحليل الثقافي لردود الأفعال، معتبرة أن المعارضين مصدومون من أن المرأة تشجع وتفرح. وأحالت سبب ذلك إلى ذكورية لديهم حيث إن سبب غضبهم أنها فعلت ذلك “دون إذن ذكوري” على حد قولها.