العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    الشيلي ترغب في تعزيز علاقاتها مع المغرب في ميدان البحث العلمي    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    هجوم ماغديبورغ.. الشرطة الألمانية تُعلن توجيه تهم ثقيلة للمشتبه به    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    هذه أحوال الطقس لهذا اليوم الأحد بالمملكة    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية        تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصائب السعودية تتوالى..تويتر يبيد جيش الذباب الإلكتروني قبل محاولته التشويش على مقتل خاشقجي
نشر في نون بريس يوم 22 - 10 - 2018

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا نارياً مطولاً كشفت فيه كيف يعمل الإعلام السعودي كما اخترقت تجمع “الذباب الإلكتروني” الذي إعتمدت عليه السعودية مؤخرا في تلميع نظامها الحكام عبر عمله على تشكيل صورة ذهنية محسنة تظهر المملكة وكأنها عالما مثاليا خال من العيوب مؤكدة أن المستشار سعود القحطاني الذي تم إعفائه من مهامه هو القائد الحقيقي للذباب الإلكتروني الذي يطلق عليه لقب “سيد الذباب”.
وكشف تقرير التايمز عن وجود مئات الأشخاص كانت الإستخبارات السعودية قد جندتهم للعمل معها من أجل قمع المنتقدين والمعارضين للسعودية في تويتر، مثل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في تركيا في الثاني من اكتوبر الجاري، كما قامت السعودية بتجنيد مواطنا سعوديا يعمل موظفا في تويتر ليقوم بالتجسس على حسابات المستخدمين السعوديين لصالحها.
وقال التقرير إن جمال خاشقجي عندما يصحو من نومه كان أول شيء يلمسه هو هاتفه حتى يتسنى له إكتشاف الهجمات التي وجهت له أثناء فترة نومه، لأنه كان يعرف أن هناك جيش من المغردين يستهدفه ويعمل على مهاجمته بالإضافة إلى مهاجمة عدد من المعارضين السعوديين المؤثرين الذين يمارسون إنتقادا واضحا للقيادة في المملكة، وكان خاشقجي في بعض الأحيان يتعرض للإساءات والإهانة ما جعل أصدقائه يتصلون عليه بشكل متكرر يوميا للإطمئنان عليه ولخوفهم من تأثره سلبا بالهجمات التي كان يتعرض لها في تويتر.
وأكد التقرير أن مهاجمي خاشقجي على الإنترنت يعتبرون جزءا من الاساليب التي انتهجها ولي العهد محمد بن سلمان ومستشاريه المقربون من أجل إسكات المنتقدين لسياساته داخل وخارج المملكة.
وقال التقرير إن إغتيال خاشقجي، الذي يكتب عمودا في الواشنطن بوست، داخل قنصلية بلادها لفت إنتباه العالم إلى حملات التخويف والترهيب التي ينفذها النظام السعودي ضد الأصوات المؤثرة في المجتمع السعودي وسلطت الضوء على الجانب المظلم في سياسات ولي العهد بن سلمان الذي أحكم قبضته بكل مفاصل المملكة بينما يقدم نفسها في العواصم الغربية على أساس أنه رجل يسعى لإصلاح السعودية.
وأشارت نيويورك تايمز الى أن التقرير والشهادات التي تضمنها كشفت محاولة تشكيل صورة ذهنية عن المملكة تؤكد على أنها دولة تعيش حالة إصلاح وتجديد وتقدم، وذلك بعد ان اجراء تايمز لمقابلات مع 7 أشخاص شاركوا في حملة تحسين صورة المملكة وقدموا تصوراً اعلامياً عنها للمسؤولين عن الحملة، هذا علاوة على حصول نيويورك تايمز على رسائل وصفت كيفية العمل داخل “مزرعة الاقزام” على حد وصف الصحيفة الأمريكية.
واكد التقرير ان تويتر من اكثر منصات التواصل الإجتماعي إستخداما في السعودية خصوصا منذ بداية إنتفاضات الربيع العربي في عام 2010 ، لذا تحركت السلطات السعودية لتكثيف تواجدها في هذه المنصة المهمة ومضايقة كل منتقديها فيها، كما أشار تقرير نيويورك تايمز إلى دور لعبه سعودي القحطاني كبير مستشاري ولي العهد السعودي الذي تم إعفائه من منصبه امس السبت في عملية إغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.
ويمضي التقرير بالقول إن المواطنين السعوديين عولوا على أن يمنحهم تويتر هامشا من الديموقراطية والحرية التي تبناها نظام ولي العهد الشاب وذلك من خلال إعطاء المواطنين العاديين فرصة للتعبير عن أرائهم، ولكن خاب ظنهم بعد أن اصبحت السعودية مثالا يكشف قدرة الحكومات المتسلطة على التحكم والتلاعب بوسائل التواصل الإجتماعي لإسكات الأصوات المنتقدة لها وفي نفس الوقت يتولى الذباب الالكتروني مهمة تحسين صورتها في المخالفة للواقع.
وفي حديثه لنيويورك تايمز قال مارك أوين جونز المحاضر في تاريخ الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية بجامعة اكستر البريطانية :”في منطقة الخليج وفي السعودية على وجه الخصوص يجد المعارضون السياسيون أنفسهم امام رهانات خاسرة بمجرد أستخدامهم لوسائل التواصل الإجتماعي لإنتقاد النظام الحاكم.”
وقالت تايمو أن محرر التقرير لم يجد اجابات بعد محاولته التواصل مع المسؤولين السعوديين أو المستشار “السابق” بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني للتعليق على الحملة التي تقودها المملكة للتحكم والسيطرة على وسائل التواصل الإجتماعي .
وقالت نيويورك تايمز إن الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي اطلق قبل وفاته مشروع لمكافحة الإساءات والإهانات عبر تويتر والانترنت والكشف عن أن ولي العهد السعودي يسيء إدارة البلاد، حيث قام بتسليم المعارض السعودي المقيم في كندا عمر بن عبدالعزيز مبلغ قدره 5000 الف دولار لتولي إدارة هذه المشاريع، حيث كان عبدالعزيز يعمل على إنشاء جيش من المتطوعين للتصدي ومكافحة الذباب الإلكتروني على تويتر واطلق المتطوعين على أنفسهم أسم “النحل الإلكتروني”.
وقال التقرير إن خاشقجي أطلق تغريدة قبل 11 يوما من جريمة اغتياله باسطنبول قال فيها إن”النحل قادم” . كما وصفه بأنه يتكون من المحبين لوطنهم .
وقال التقرير إن الذباب الإلكتروني يعتبر إحدى أذرع حملة القمع ضد المعارضين السعوديين، ويؤدون عملهم من مكاتبهم ومنازلهم من داخل العاصمة السعودية الرياض ويقومون بمطاردة المئات من الشباب السعودي وتخويفهم وإسكاتهم ، وذلك وفقا لما وصفه ثلاثة أشخاص لنيويورك تايمز لديهم معرفة قوية بعمل ما اسموه ب “مزرعة الاقزام” كما اطلعوا على رسائل متبادلة بين أعضاء هذه المزرعة.
ويقوم مديرو المزرعة بمناقشة الطرق التي يقمعون بها المعارضة السعودية ويركزون على المواضيع الحساسة مثل حرب اليمن وحقوق المرأة ، ثم يقومون بنقل المهمة إلى جيش منظم من المتخصصين في وسائل التواصل الإجتماعي يعملون على نشر اكاذيبهم على الوسائل الأخرى مثل واتساب وتيليغرام، كما يقومون بإرسال تهديدات وإهانات وترهيب إلى قوائم تحتوى على أسماء مواطنين سعوديين بهدف إسكاتهم مما يؤدي إلى توفير مساحة كافية لملء تويتر بالتغريدات التي تمدح الحكومة وتؤيدها.
كما يقوم مديرو الذباب الإلكتروني بتجهيز رسم جرافيك “ميموز” لصورة ولي العهد وهو يرقص حاملا السيف ليستخدمها الذباب في إرهاب المعارضين. فيما يلجأ المختصون من الذباب بالبحث عن المحادثات معينة ليدخلوا عليها من خلال حساباتهم المتعددة التي يديرونها وفي بعض الأحيان يقومون بتشتيت المشاركين في النقاشات المثيرة للجدل وذلك عن طريق نشر صورة إباحية، وعندما تتعرض حسابات الذباب الإلكتروني للحظر من قبل عدد كبير من المغردين يقوم بكل بساطة بإغلاق الحساب وفتح حساب جديد.
واطلعت نيويورك تايمز على احدى الحوارات التي جرت بين عدد من مديري مجموعات الذباب الإلكتروني حيث قرروا في مرة من المرات إيقاف الانتقادت التي وجهت للنظام السعودي بسبب الهحمات العسكرية على اليمن وذلك من خلال الإبلاغ عن هذه الانتقادات ووصفها بانها حساسة وبالتالي يقوم تويتر بإخفاء اثرها.
وتم توظيف الذباب الإلكتروني من خلال إعلانات على موقع تويتر بعد أن تفاعلوا مع الاعلانات التي ذكرت ان هناك جهة ترغب في توظيف شباب للتغريد في تويتر مقابل راتب شهري قدره 10 ألف ريال سعودي، ولم يكتشف الموظفين الجدد طبيعة العمل إلا بعد إجراء المعاينات معهم ، حيث رحبوا بالعمل وفقا لمصادر نيويورك تايمز، وقالت المصادر ربما شعروا بأنهم سيكونون محل أستهداف واعتبارهم معارضين جدد إذا رفضوا العمل.
وكشفت نيويورك تايمز أن الاخصائيون الذين استعان بهم الذباب الإلكتروني كانوا قد سمعوا الموظفين الجدد المنضمين لجيش الأقزام وهم يتحدثون كثيرا عن سعود القحطاني ، حيث وصفوه بأنه “السيد القزم” و”بانون السعودي” و”سيد الذباب” ، وبالنسبة للذباب الإلكتروني فإنهم يعتبرون أن سعود القحطاني يستمد نفوذه وسلطته من صلته القوية والشخصية بولي العهد محمد بن سلمان.
وكان سعود القحطاني يدير الآلة الإعلامية السعودية والذباب الإلكتروني من داخل الديوان الملكي حيث يقوم بتوجيه الإعلام المحلي وترتيب مقابلات إعلامية لصحفيين أجانب مع ولي العهد محمد بن سلمان، كما كان يستخدم حسابه في تويتر، الذي يتابعه 1.35 مغرد، في تنظيم حملات على تويتر ضد من وصفهم بالاعداء مثل قطر وإيران وكندا بالاضافة إلى الاصوات السعودية المعارضة للنظام والمنشقة عنه مثل جمال خاشقجي,
وقالت نيويورك تايمز إن القحطاني قام قبل فترة بإطلاق هاشتاق بعنون “القائمة السوداء” دعى فيه أتباعه بكتابة أسماء كل من يرونه معارضا للنظام السعودي، حيث أكد في تغريدة اخرى أن السعودية وأشقائها يفعلون ما يقولون، وهذا وعد، وطالب في المشاركين الهشتاق الى اضافة كل اسم يعتقدون بأنه يجب اضافته الى القائمة السوداء، وهدد القحطاني المعارضين السعوديين بالقتل ودعاهم إلى ترقب ملف الإغتيالات الذي تم فتحه.
علي الزبارة .. جاسوس الاستخبارات السعودية بتويتر
وقالت نيويورك تايمز أن كل ذلك حدث قبل أن يصبح المدراء التنفيذيون بشركة تويتر أول من يعرف أي مؤامرة محتملة للتسلل إلى حسابات المستخدمين، عندما أخبرهم مسؤولون بالاستخبارات الغربية أن السعوديين قاموا بتجنيد موظف يعملي لدى تويتر اسمه “علي الزبارة” للتجسس على حسابات المعارضين السعوديين وغيرهم من المنتقدين للنظام السعودي وفقاً لما ذكره خمسة أشخاص اطلع على هذه المؤامرة طلبوا عدم الكشف عن إسمائهم لأسباب متعلقة بعملهم.
وكان الزبارة قد انضم إلى تويتر في عام 2013 وتدرج في الوظائف حتى وصل إلى منصب هندسي “قائد تقني بشركة تويتر” أتاح له الوصول إلى المعلومات الشخصية ونشاطات مستخدمي تويتر ، بما في ذلك أرقام هواتفهم وعناوين الآي بي آدرس “I.P” الخاصة بهم علاوة على معرفة نشاط الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
واكد مسؤولو الإستخبارات الغربية لشركة تويتر بأن علي الزبارة مقرب من المخابرات السعودية وتم إقناعه بالتجسس لصالحها وإنشاء حسابات عديدة لدعم الحملات التي ينفذها الذباب الالكتروني، وفقا لشهادة ثلاثة أشخاص اطلعوا على هذا الموضوع. وبعد إكتشاف شركة تويتر تواصل الزبارة مع الاستخبارات السعودية أخضعوه إلى إجازة إدارية وقاموا بإستجوابه وإجروا تحاليل جنائية لتحديد المعلومات التي وصل اليها خلال فترة تجسسه ، وتم طرده من الشركة في ديسمبر 2015.
وقال مصدر لنيويورك تايمز إن علي الزبارة يعمل حاليا مع الاستخبارات السعودية وذلك بعد طرده وعودته إلى المملكة بعد تسريحه من شركة تويتر بقليل. فيما رفض المتحدث بإسم تويتر التعليق على حيثيات تقرير نيويورك تايمز ولم يرد المهندس علي الزيارة على الطلب الذي قدم اليه للتعليق حول قضية تجسسه على الحسابات السعودية، وكذلك لم يستجيب المسؤولين السعوديين للتعليق على التقرير.
وفي ديسمبر 2015 تمكنت شركة تويتر من الوصول إلى أصحاب الحسابات التي أخترقها الزبارة وكان من بينها حسابات لباحثون في الأمن إخصائيون في المراقبة واكاديميين في مجال السياسة وصحفيين، وقام تويتر بتدريبهم على حماية خصوصيتهم.
وتهدف حملة تحسين صورة السعودية تلك الدولة التي لا تعرف الرحمة في بعض الأحيان ، حيث أنها أستخدمت ورقة إنتاج النفط لعقود من الزمن لتجنب الضغوطات الدولية على قادتها والتي تطالبه بإحداث إصلاحات داخل المجتمع السعودي ولم يقم النظام السعودي إلا القليل من المطالب الدولية مثل فك القيود التاريخية المفروضة على المرآة السعودية.
وفي ظل إنخاض أسعار النفط في الأسواق العالمية وتنافس شركات الطاقة، أصبحت السعودية تواجه مستقبلا غامضا رغم المحاولات الكبيرة التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان من أجل جذب الإستثمارات الأجنبية والدعم الكبير الذي قدمه الذباب الإلكتروني مما أسهم بصورة ما في تصويره على انه نشط وتقدمي واجتماعي.
وتعليقا على ذلك نقلت نيويورك تايمز رأي السيد الكيسي ابراهامز ، الباحث بجامعة تورنتو، حيث أنه يرى أن تلاعب الحكومة بوسائل التواصل الإجتماعي مؤشر واضح على انها حكومة أستبدادية وقمعية، وقال إن هناك بحث حديث يثبت أن النقاشات التي تتضمن ملايين التغريدات يمكن وضع مئات آلاف التغريدات بينها لإعادة توجيه النقاش الى محاور معينة، مضيفا أن ذلك ما يبدو أن الحكومة السعودية قد أدركته لذلك سعت إلى السيطرة على ساحات تويتر والنقاشات بوسائل التواصل الإجتماعي عموما.
كما قال ابراهامز إن وجهة نظر النظام السعودي تقوم على شراء أو تهديد النشطاء الذين يشاركون في النقاشات الفاعلة على تويتر، لذا حاولت السعودية في حملتها الساعية لتلميع صورتها داخل وخارج المملكة بتتبع ردة فعل أصحاب النفوذ ومشاهير التواصل الإجتماعي في المملكة حيال القرارات المثيرة للجدل التي يصدرها النظام السعودي.
وأشارت نيويورك أنه في اعقاب إعلان السعودية لسياسات وتدابير اقتصادية تقشفية في عام 2015 لمواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط وسد العجز في الموازنة العامة للدولة ، قام النظام السعودي بتوظيف شركة ماكينزي الاستشارية لمتابعة تطبيق السياسات الجديدة، وحصلت نيويورك تايمز على إحدى التقارير التي قامت بها شركة ماكينزي وهو مكون من 9 صفحات، وجدت فيه الشركة أن السياسات التقشفية الجديدة قوبلت بصورة سلبية في تويتر وكل وسائل التواصل الإجتماعي.
من جهة أخرى أجهضت شركة “تويتر” شبكة ذباب إلكتروني (روبوتات إلكترونية) كانت تقدم دعما لوجهات نظر السعودية فيما يتعلق باختفاء الصحافي جمال خاشقجي ، إذ علم الموقع بهذه الروبوتات الخميس الماضي بعدما قدمت شبكة “أي بي سي نيوز” في تقرير لها أدلة على أنشطة منسقة تنفذها الحسابات الوهمية.
وقدمت “ايه بي سي نيوز” لتويتر جدول بيانات إلكتروني يشمل مئات من الحسابات التي تغرد وتعيد تغريد محتوى للنظام السعودي في الوقت ذاته.
قائمة الحسابات جمعها باحث تكنولوجيا المعلومات، جون راسل، والذي كشف من قبل حملات تأثير أجنبية على موقعي تويتر وريدت.
ونقل الموقع الأميركي عن موظف بتويتر قوله إن شركة التواصل الاجتماعي كانت على دراية بحملة التأثير السعودية وعلقت على إثرها الحسابات الوهمية بسبب انتهاكها لقوانين الإزعاج الإلكتروني(سبام)، ووصفها بإجهاض روتيني لعملية سبام.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن بن نيمو، زميل معمل الأدلة الجنائية الرقمية بمؤسسة “أتلانتك كونسل” والمتتبع لعمليات التضليل الإلكتروني، قوله إن الطريقة التي تعمل بها الروبوتات أتاحت لها التخفي، وهو ما يبرز كيفية تغير تلك الحسابات الوهمية في تويتر أساليبها لتفادي الحظر.
وأضاف نيمو :” لقد نشروا نفس المحتوى في نفس الوقت مرارا، وهو ما يثبت أنها شبكة روبوتات تبث محتوا محدد وبنظام محدد”.
ولفت نيمو إلى أن الروبوتات الإلكترونية لم تجتح تويتر بالتتابع، بل انتقت وقت نشر التغريدات بعناية، وهي استراتيجية ربما ساعدتهم في تجنب الاكتشاف.
وأشار الموقع الإخباري إلى أن بعض الحسابات الوهمية غردت مستخدمة وسما عربيا كان الأكثر تداولا في العالم وهو #كلنا_ثقة_بمحمد بن_سلمان، وهو ولي عهد الرياض الذي يتعرض لحملة تدقيق دولية عقب اختفاء خاشقجي .
وتابع الموقع أن شبكة ذباب إلكتروني على تويتر غردت برسائل تناشد المستخدمين التشكيك في الأخبار المتعلقة بخاشقجي والذي قتل غدرا داخل القنصلية السعودية في اسطنبول التركية قبل 3 أسابيع، بأمر من النظام السعودي، كما يقول مسؤولون أتراك.
ونقل الموقع إحدى تلك التغريدات والتي كتب مستخدمها ” من البداية، حاولت بيانات كاذبة الربط بين المملكة واختفاء أو قتل خاشقجي”.
يقول الباحث نيمو إن شبكة الذباب الإلكتروني جزء من استراتيجية للتأثير على الرأي العام السعودي من خلال إيصال حسابات مشحونة سياسا إلى قائمة الموضوعات الأكثر تداولات عالميا، في سعي حثيث لإرسال برسال لأقصى قدر ممكن من المستخدمين، والهدف كما يقول الباحث، وهو دفع الرواية السعودية لقتل خاشقجي إلى الوسوم الأكثر تداولا، ليطلع عليها المستخدمون الجدد.
ويؤكد نيمو أن تلك الحسابات المدافعة عن السعودية هي ربوتات لكنها لا تستهدف أفراد، بل لعبة إلكترونية تتعلق بتحقيق أرقام ودعم الرواية السعودية.
وكشف ايه بي سي نيوز أن مئات من الحسابات السعودية على تويتر أنشأت بفارق دقائق عن بعضها يومي ال 16 و ال 17 من نوفمبر عام 2016، بينما أنشأت أخرى في غضون ساعة محددة خلال أيام مختلفة من عام 2012.
وتبين أن العديد من الربوتات، التي تغرد بالعربية والانجليزية، تنشر تغريدات متطابقة تحوي وسوما خاصة مؤيدة للنظام السعودي.
من بين أحد الوسوم وسم #إلغاءمتابعةأعداء_الوطن، والذي انتشر عبر 100 ألف تغريدة خلال 24 ساعة عبر حسابات حقيقة ووهمية، بينما نشرت تغريدات أخرى شائعات تربط بين اختفاء خاشقجي وخطيبته التركية.
ولفت الموقع الإخباري إلى أن أحد التغريدات الأخيرة للروبوتات السعودية قبل حذف تويتر لها انتقدت تغطية قناة الجزيرة لاختفاء الصحافي السعودي المعارض.
ونقل الموقع عن الباحثين قولهم إن الحسابات الوهمية مثلت جزءا كبيرا من أحداث وقعت في المنطقة أبزرها الخلاف بين قطر والسعودية، والذي استخدم فيه الحسابات الوهمية بكثرة، إذ قالت صحيفة واشنطن بوست إن 17% من عينات عشوائية لتغريدات باللغة العربية ذُكر فيها اسم قطر العام الماضي قد نُشرت من قبل حسابات وهمية، شبكة ذباب إلكتروني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.