في سابقة تاريخية أعلن حزب ‘الاستقلال' عن تشكيل لجنة يرأسها شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني للحزب، يكون من مهامها استجماع المعطيات التاريخية المرتبطة بأحداث الريف وقيادة مصالحة للحزب مع المنطقة. و قال بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، الذي توصل موقع Rue20.com بنسخة منه أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عقدت اجتماعها الأسبوعي العادي يوم الإثنين 9 يوليوز 2018 بالمركز العام تحت رئاسة الأمين العام نزار بركة، وذلك لمناقشة الزيارة الميدانية والتواصلية لقيادة الحزب لإقليمي الناضور والحسيمة، وتطورات القضية الوطنية والعمل الحزبي في الأقاليم الجنوبية، وكذا الدورة العادية المرتقبة لمجلس المفتشين. وفي بداية أشغالها نوهت اللجنة التنفيذية بالنجاح الكبير للزيارة الهامة التي قام بها الأمين العام وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية إلى كل من الناضور والحسيمة، حيث استعرضت الأبعاد السياسية والتاريخية لهذه الزيارة في سياق ما تعرفه المنطقة من احتقان اجتماعي وكذا في ظل صدور أحكام قضائية ثقيلة على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفتها الحسيمة. كما نوهت بمضامين خطاب الأمين العام الذي تميز بالجرأة السياسية وبالحس العالي للمسؤولية والموضوعية في معالجة بعض مظاهر الأزمة التي تعاني منها المنطقة. وإن اللجنة التنفيذية وهي تستحضر الأبعاد الكبرى للمصالحة و الدينامية التنموية التي أطلقهما الملك محمد السادس في المنطقة مباشرة بعد توليه العرش والتمييز الإيجابي الذي تحظى به، وبإعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في إنجاز مشروع منارة المتوسط، لتؤكد على ضرورة تحمل الحكومة كامل مسؤوليتها والتسريع باستكمال ورش جبر الضرر الجماعي في شقيه التنموي والرمزي في أفق تثبيت المصالحة بشكل نهائي، وذلك بإحداث القطيعة مع مسببات الاحتقان الاجتماعي بالمنطقة وتسريع اوراش التنمية بما يضمن الكرامة والشغل للشباب والعيش الكريم للساكنة. وبهذه المناسبة جددت اللجنة التنفيذية التأكيد على استعداد حزب الاستقلال لفتح ورش المصالحة مع المنطقة وتقديم الاعتذار في حالة ثبوت علاقة الحزب ورجالاته بالأحداث الأليمة لسنتي 1958 و 1959، وذلك في أفق الطي النهائي لهذا الملف. وفي هذا الإطار قررت اللجنة التنفيذية تشكيل لجنة يرأسها الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني للحزب، وعضو اللجنة التنفيذية المسؤول عن رصيد وذاكرة الحزب والمصالحة، يكون من مهامها استجماع المعطيات التاريخية المرتبطة بهذه الأحداث، والاستماع إلى شهادات مؤرخين و شخصيات وطنية ومواطنين من المنطقة عايشوا هذه المرحلة وذلك في أفق تسليط الضوء حول علاقة الحزب بما جرى، وإزاحة الكثير من الغموض والمغالطات المحيطة بهذا الموضوع ومحاولة استجلاء الحقيقة من أجل طي هذه الصفحة التي لن تتكرر، وفي أفق مصالحة تتوجه نحو المستقبل. وقدم حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث عرضا مفصلا حول الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كولر إلى الصحراء المغربية، والتي أكد خلالها ممثلو غالبية ساكنة الصحراء تشبثهم بالسيادة المغربية، وبمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحرواية كسقف أقصى لما يمكن أن تقدمه بلادنا لحل هذا النزاع المفتعل. وعلى المستوى التنظيمي نوهت اللجنة التنفيذية بالدينامية التنظيمية الحزبية التي تعرفها كل جهات المملكة. وأكدت في الأخير على ضرورة التعبئة لإنجاح الدورة العادية للمفتشين التي ستنعقد يوم السبت القادم، والاشتغال على البرامج التعاقدية مع المفتشين.