ربما يكون نبأ سقوط طائرة ومصرع جميع ركابها رغم كارثيته، ليس مثار اهتمام كثيرين في ظل تسارع الأحداث الأليمة وتزايد الصراعات والحروب، إلا أن قصصا عدة تبقى خلف ركاب أي طائرة منكوبة وتتوه تفاصيلها الصغيرة في مفردات الصورة الكبيرة. الطائرة الألمانية المنكوبة، كان من بين ضحاياها عروسان لم تمض على زواجهما أيام، ومطربان، ومدرستان و16 تلميذا كانوا عائدين من رحلة تبادل مدرسي في برشلونة، حسب صحف بلجيكية وفرنسية وألمانية. العروسان الذان كانا يحلمان بحياة جديدة، يرسمان سويا ملامحها أثناء سفرهما إلى مقر إقامتهما بمدينة دوسلدورف الألمانية، اصطدمت أحلامهما بقدرهما المحتوم، كما نقلت صحيفة بلجيكية عن ابن عم العريس. صحيفة “سود انفو” البلجيكية، قالت إن من بين ضحايا الطائرة الألمانية المنكوبة التي سقطت جنوبفرنسا أمس الثلاثاء، عروسان، كانا قد تزوجا يوم السبت الماضي، بمدينة برشلونه الإسبانية، أي قبل الحادث بنحو 3 أيام. وفي مطار مدينة دوسلدورف، حيث كان مقرر للطائرة أن تهبط قبل سقوطها، التقت الصحيفة البلجيكية ب”أحمد” ابن عم الضحية الذي قال: “ابن عمي البالغ من العمر 26 عاما تعرف على زوجته في إسبانيا وتزوجا حديثا يوم السبت الماضي في برشلونة، وكان من المقرر أن ينتقلا للاقامة في دوسلدروف حيث تقيم عائلتنا”. ومضى قائلا: “كان سيبدآن حياتهما الجديدة، لكنهما ماتا معا.. نشعر بصدمة شديدة.. كان ابن عمي يحلم بأن يفتتح مطعمه الخاص هنا عقب زواجه مباشرة، ولكن القدر لم يمهله”. وتابع بحزن: “ذهبت إلى المطار ومعي مفاتيح منزله الجديد وسيارته لأستقبله هو وعروسه، لم أكن أعرف أنه قد لقى مصرعه”. ولم تحدد الصحيفة البلجيكية جنسية العريس الذي يبدو من اسم ابن عمه أنه مسلم، إلا أن تقارير إعلامية مغربية، نقلت عن مصادر دبلوماسية مغربية ببرشلونة، أن مواطنا مغربيا وزوجته لقيا مصرعهما في حادث تحطم الطائرة. ومن بين الضحايا المعلن عنهم، مطربان بدار الأوبرا بمدينة دوسلدورف الألمانية، وهما “أوليج بريجاك” (54 عاما)، و”ماريا رادنار” (33 عاما)، حسب صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية. وكانت مصادر صحفية ألمانية مختلفة، أفادت بأن 16 تلميذا ومعلمتين من مدرسة “يوزيف كونج”، كانا من بين ضحايا الطائرة، حيث كانوا في طريق عودتهم من رحلة تبادلية مع مدرسة في برشلونة. ونقلت صحف فرنسية عن مسؤولين بيانات أولية، أظهرت أن ما لا يقل عن 67 ألمانيا و45 أسبانيا كانوا على متن الطائرة. كما نقل تلفزيون “سكاي نيوز” تصريحات لوزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، قال فيها إن 3 بريطانيين كانوا على متن الطائرة المنكوبة. وأضافت أنه “لا يمكن استبعاد احتمال أن هناك غيرهم من الضحايا البريطانيين”. فيما أعلنت وزيرة الخارجية الاسترالية، أنه تم تحديد هوية مواطنين أستراليين لقيا حتفهما في الحادث، وهما سيدة، تبلغ من العمر 68 عاما، وابنها البالغ من العمر 29 عاما. وحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد رجح مسؤولون من عواصم مختلفة، وجود ضحايا من اليابان والدنمارك وإسرائيل والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين على متن الطائرة الألمانية. وتحطمت طائرة من طراز “إيرباص A320” تابعة لشركة “جيرمان وينغز” الألمانية، أمس في منطقة برشلونيت، بإقليم الب دي هوت، فوق جبال الألب، جنوبي البلاد. وقالت الشركة المالكة للطائرة في بيان إنها كانت تقل 144 راكباً، وستة من أفراد طاقمها. وينتظر عدد من أسر ضحايا الطائرة المنكوبة هذا الصباح في مدينة “سين” بمنطقة جبال الألب، جنوبيفرنسا، قرب موقع الحادث للتعرف على أي جديد بشأن ذويهم. ولم يعرف حتى الآن سبب سقوط الطائرة، لكن وزير الداخلية الفرنسية استبعد فرضية أن تكون تعرضت لعمل إرهابي.