كشف ‘محمد جبرون'، العضو البارز بحزب ‘العدالة والتنمية' و حركته الدعوية ‘التوحيد والإصلاح' على أن ‘خوض ‘المصباح' للانتخابات بمنطق مواجهة طرفاً في الدولة يمثل ‘التحكم' والحاق الهزيمة به انتخابياً، قد فشل'. وقال ‘جبرون' في حوار أجراه معه الصحفي ‘منير أبو المعالي' لصحيفة ‘أخبار اليوم' : “إن حزب العدالة والتنمية وهو يواجه حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات كان مدفوعا بقراءة أثبت الواقع فشلها، وهي أنه ينازل طرفا في الدولة أقنع هذه الأخيرة بأن يكون لها حزبا (حزب الأصالة والمعاصرة)، وجب إلحاق الهزيمة به انتخابيا، وإذا تحققت هذه الهزيمة فإن الدولة ستراجع قرارها هذا، وستنسحب من المشهد، وقد أُسست على هذا الفهم مجموعة من الأساطير. لكن ما أعقب السابع من أكتوبر أثبت أن الأمر أعقد مما تصوره البيجيدي، وأن التحكم لم يختنق ولم ينته واستمر في الحياة”. و دعا العضو البارز في حركة ‘التوحيد والإصلاح' حزبه البيجيدي إلى القبول بالتحكم والتنازل عن بعض الديمقراطية لتشكيل الحكومة. و قلب القيادي بحزب ‘بنكيران' الطاولة على إخوانه بالافتاء بقبول ما أسماه ‘التحكم' والتعايش معه. و طالب ذات القيادي في حواره بالصحفي ‘أبو المعالي'، رئيس الحكومة المكاف، بقبول الأمر الواقع ومد اليد للتحكم داعياً اياه ل “التعايش معه تحقيقا لمصالح البلاد والعباد وفي انتظار إنضاج الشروط لحياة ديمقراطية سليمة”. وأضاف ‘جبرون' أن ‘شرعية حزب العدالة والتنمية ومكاسبه السياسية لا يحققها بمعاكسة الملكية أو الطمع في اختصاصاتها، بل يحققها من خلال التزامه الأخلاقي، ومصداقيته السياسية، وقد أثبتت التجربة السابقة في التدبير الحكومي أن حزب العدالة والتنمية كان مرنا ومتسامحا في عدد من القضايا ذات الدلالة الديمقراطية وخاصة أثناء إخراج بعض النصوص التنزيلية للدستور”، معتبراً أن “المعادلة التي يجب إحكامها من طرف البيجيدي في هذا السياق تتمثل في تدبير التنازل عن بعض الديمقراطية في الراهن من أجل كامل الديمقراطية في الآجل”. و أكد ‘جبرون' أن البيجيدي “عاجز لوحده أن يحقق الديمقراطية، وليس باستطاعته تحمل كلفتها”، بل وانتقد عدم وجود وضوح كافي لدى البيجيدي معلنا أن “العدالة والتنمية باعتباره حزبا سياسيا ذو مرجعية إسلامية، لم يجب بالوضوح اللازم عن سؤال استراتيجي وهو: ما معنى أن تكون إسلاميا في الحياة السياسية المغربية؟ والجواب عن هذا السؤال لا يحل إشكالية البيجيدي وحده بل يحل إشكالية كل الحساسية الإسلامية في السياسة، وهذا تغيير ثقافي يحتاج إلى بعض الوقت، وذي صلة وثيقة بالدمقرطة”. و حسب ‘جبرون' فان “الإشكالات والتعقيدات التي يطرحها الانتماء الإسلامي لهذا الحزب في محيط إقليمي مضطرب، فالاشتراطات الأخلاقية للمرجعية الإسلامية من جهة، والتحفظات الإقليمية والدولية على الفاعل السياسي الإسلامي من جهة ثانية، تجعل من حماسته ورغبته في الفوز مثار شك وريب لدى الكثيرين داخليا وخارجيا”.