أحدث المقال، الذي نشره ووقعه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ضجة في صفوف مناضلي حزب العدالة والتنمية، بسبب اتفاقه مع الباحث، والمثقف عن حزب العدالة والتنمية، محمد جبرون، على أساس الفكرة، التي دافع عنها هذا الأخير عندما أكد أن المغرب، ومن خلال استحقاق السابع من أكتوبر، لا يعيش حالة ديمقراطية عادية، وسليمة، وإنما انتقالا ديمقراطيا. ولم ينتقد عدد من مناضلي حزب العدالة والتنمية الناشطين في صفحات التواصل الاجتماعي، كثيرا فكرة جبرون الأصلية، التي عرضها من خلال حوار سابق مع يومية "أخبار اليوم" بقدر ما انتقدوه بسبب "مشاركة/نشر" مقال إلياس العماري على صفحته في "فايسبوك"، وعلق عليه بالقول: "إن هذا النوع من الحوار هو الكفيل بإنقاذ المغرب من التعثرات السياسية، التي يعانيها، ويعزز فرص التنمية والتقدم..". وفي هذا السياق، وعلى الرغم من أنه لم يشر بالاسم إلى جبرون، اعتبر خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن "المساهمة في فك العزلة عن البؤس.. بؤس…". وأضاف الرحموني أن "مد حبل الود للذراع المهزوم من السلطوية الصدامية، باسم الحوار.. تيه وغباء"، في إشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة يعيش محنة سياسية بسبب الهزيمة، التي تلقاها في انتخابات السابع من أكتوبر الماضي، وأصبح يبحث عن مخرج لهذه الأزمة، من خلال مدخل إعلان المصالحة، والحوار السياسي بين جميع الفرقاء السياسيين. ولفت الرحموني، الانتباه في تدوينته في فايسبوك إلى أن "المثقف الديمقراطي.. هو الذي يتصدر المرحلة لنقد السلطوية، وتفكيك بنياتها، وكشف زيف أطروحاتها…". وقال المتحدث نفسه إن "نقد السلطوية، وفضح رموزها.. والنضال الصبور من أجل تفكيك بنيتها.. وتنوير الناس بمغامراتها وأخطارها.. وحدها السبيل لإقرار الانتقال إلى الديمقراطية.. دون ذلك زيف وتضليل، وتغرير وتبرير..". وكان جبرون قد قال في حوار مع "أخبار اليوم" "إذا أراد حزب العدالة والتنمية الخروج من المأزق، الذي وضع نفسه فيه، (في إشارة إلى البلوكاج السياسي، الذي شهدته مرحلة تشكيل الحكومة)، لا بد أن يقوم بمراجعة حقيقية لقراءته للمشهد السياسي، ويعيد ترتيب علاقاته مع الفرقاء، وأن يراجع خطوطه الحمراء، التي وضعها"، في إشارة إلى الخط الأحمر الذي وضعه مع حزب الأصالة والمعاصرة. وأضاف جبرون: "إننا اليوم، ومن خلال استحقاق السابع من أكتوبر، لا نعيش حالة ديمقراطية عادية وسليمة، والكل يقر أننا بصدد انتقال ديمقراطي، وعليه، فإن التحكم في مثل هذه الحالة، وهذا الوضع من طبيعة الأشياء، ومن الخبل تصور خلاف هذا". واعتبر جبرون أن البيجيدي "في مثل هذا الظرف غير مؤهل لإلحاق الهزيمة بالتحكم، أي نقل المغرب إلى حالة ديمقراطية تامة، ومن ثمة وجب عليه من هذه الناحية أن يتحلى بالتواضع ويقدر إمكاناته". هذه الأفكار وغيرها جعلت إلياس العماري يحرر مقالا يعلن فيه اتفاقه مع المناضل في صفوف العدالة والتنمية، والتوحيد والاصلاح محمد جبرون، ما أغضب مناضلي البيجيدي، واعتبروا خرجة جبرون الإعلامية غير محسوبة، وشاردة سياسيا.