المباراة الإعدادية أمام زامبيا مرت دون أن تترك أي صورة عن منتخب وطني، وكل ما تركته فكرة بسيطة عن لاعبين بعينهم. مشكلة المنتخب الوطني أنه مازال يلعب كلاعبين لا كمجموعة، فلا أثر لمحاولة جماعية لبناء العمليات، أو تبادل الأدوار بانتظام وتفاهم، بل حتى رؤية المدرب وتصوره لتشكيلة مازالت لم تتضح بعد. هذه أمور عادية بالنسبة إلى منتخب يحاول في كل مرة أن ينطلق من الصفر، بفعل التغييرات الكبيرة التي تطرأ عليه من حين إلى آخر، سواء على مستوى الطاقم التقني أو التركيبة البشرية أو فلسفة العمل في محيط المنتخب والجامعة المشرفة عليه. كثرة هذه التغييرات، وغياب إدارة تقنية تسهر على ضمان حد أدنى من الاستمرارية في حال التغيير، واختلاف مدارس التدريب المتعاقبة على المنتخب، وتنوع مدارس التكوين والأندية التي يأتي منها اللاعبون، وحجم فشل السنوات الماضية، يجعل مهمة الناخب الوطني رشيد الطاوسي كبيرة جدا على المستوى الجماعي والتكتيكي، وعلى مستوى تحقيق الانسجام الحقيقي بين اللاعبين فوق أرضية الميدان، وليس في الفندق أو التداريب. هذا هو الأهم.