هذا الأربعاء ستتّجه الأنظار كلّها إلى بلاد مانديلا، و الموعد سيكون كبيراً مع سحب قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا2013. و بعدما كنّا قريبين من الجلوس على مقاعد المتفرجين، بلا دور نتابع قرعة المسابقة الرياضية الأضخم في القارة السمراء، لنستمتع بعدها بمشاهدة نهائيات تغيب عنها الكرة المغربية.. ها نحن نسافر اليوم إلى أوّل بلد إفريقي نال شرف تنظيم مسابقة كأس العالم، التي حلمنا بتنظيمها لسنوات دون أن ننجح في ذلك، و نحمل معنا آمالاً و أحلاماً وردية بقيادة صاحب الخبرة القارية رشيد الطاوسي. و إذا كانت العاصمة جوهانزبورغ على موعد في ال19 من يناير المقبل مع المباراة الإفتتاحية ل"كان2013"، فإن مدينة دوربان ستسرق الأضواء قبل ذلك، و ستستقبل المنتخبات الإفريقية ال16 المشاركة في المونديال الإفريقي. و لعلّ أبرز و أهمّ ما ينتظره كلّ منتخب هو التعرّف على أسماء الثلاث منتخبات التي سيواجهها في دور المجموعات. و التعرّف على منافسينا أكثر ما يشغل بال الشارع المغربي قبيل سحب القرعة. لتتقاطر التوقعات و القراءات و تشتعل الحوارات بين الجمهور المغربي، في تعليل إختيار على حساب آخر. بين قائلاً بضرورة الإستعداد لمواجهة أي منتخب كيفما كان، و آخر يفضّل تجنّب مواجهة الأقوياء من البداية. و هنا يجب أن نتوقف مع "من نكون" قبل أن نحدّد ما نريد أن نكون. كلام المدرب رشيد الطاوسي و اللاعبين جميل، و فيه رسالة بسيطة و واضحة تقول بأنّنا "سنحطّ الرّحال في بلاد مانديلا من أجل الدفاع عن حظوظنا الكاملة في المسابقة". لكن المنتخب المغربي الآن قبيل القرعة وُضع بين منتخبات الدرجة الثالثة في إفريقيا مع الجزائر، بوركينافاصو و النيجر. و هنا نأتي مُتخلّفين وراء منتخبات الدرجة الأولى غانا و الكوت ديفوار، ما يعني أنّنا قد نواجه أحدهما في الدور الأوّل. كما يأتي المغربي خلف منتخبات الدرجة الثانية أيضاً، و هي منتخبات قويّة قادرة بشكل كبير على الفوز باللّقب. و نتحدّث هنا عن مالي و تونس وأنغولا و نيجيريا. و تأتي خلفنا منتخبات الطوغو و الكونغو الديمقراطية و إثيوبيا ثم الرأس الأخضر. و لنعرف عمّن نتحدّث هنا، يكفي أن نأخذ مثال منتخب الرأس الأخضر الذي تأهّل على حساب أصدقاء النجم صامويل إيطو في المنتخب الكامروني. هذا إلى جانب بطل النسخة الماضية منتخب زامبيا، و منتخب البلد المنظّم جنوب إفريقيا. ما أريد أن أصله له هنا، بكلّ بساطة، هو أنّه لا فرق بين اثيوبيا و الرأس الأخضر أو غانا و الكوت ديفوار. بإمكاننا هزمهم جميعاً، و بإمكانهم جميعاً إسقاطنا. و لو نتناول تصنيف الإتحاد الإفريقي للفرق المشاركة في الكأس بتراتبية من حيث قوّتها، سنجد أن المغرب هو في المركز الحادي عشر. فهل يمكن القول بأنّ المغرب يأتي في المركز 11 كبلد مرشّح للفوز بالبطولة ؟ طبعاً لا. لماذا و كيف؟ إن مستوى و أداء المنتخبات قبل المسابقات الرسمية يختلف إلى حدّ كبير عمّا يمكن أن يظهر به الفريق خلال المنافسات. و الأقوى خلال التصفيات لا يكون بالدرجة الأولى قويّاً خلال النهائيات. و من هنا نذهب للقول: لا يهمّ أمام من نلعب، و لكن الأهمّ هو كيف نلعب كلّ مباراة هناك في جنوب إفريقيا. إذا لعبنا بطريقة جيّدة يمكن أن نقهر الجميع، حتى أقوى الأقوياء. أمّا إذا لعبنا بطريقة سيئة فأكيد أنّنا سنسقط أمام أضعف المنتخبات. و أعتقد أنّ رشيد الطاوسي سيلعب بطريقة جيّدة، و سيعطينا نتائج ممتازة في بلاد مانديلا. و على الأقلّ لن نخرج من الدور الأوّل بعد خسارة أوّل لقاءين كما فعل بنا "العالمي" إيريك غيريتس. إلى بلاد مانديلا قادمون.. و على النّصر عازمون. صفحة الكاتب على موقع فيسبوك للتواصل