ثأر البريطاني آندي موراي من السويسري روجيه فيدرر وتغلَّب عليه بسهولة تامة 6-2 و6-1 و6-3 في طريقه لإحراز الميدالية الذهبية في مسابقة كرة المضرب لفردي الرجال في أولمبياد لندن 2012 يوم الأحد على الملعب الرئيسي في ويمبلدون. ونال الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو البرونزية بتغلّبه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش 7-5 و6-4، وفشل الصربي بالتالي في الاحتفاظ بالبرونزية التي كان أحرزها في بكين عام 2008. يُذكر أن الإسباني رافاييل نادال حامل ذهبية بكين أعلن انسحابه قبل انطلاق الدورة بسبب الإصابة. وتأتي الذهبية خير تعويض للبريطاني، الذي يحاول جاهداً منذ أعوام إحراز لقب كبير من دون جدوى، وبعد أقل من شهر على خسارته في المباراة النهائية على الملعب ذاته في ويمبلدون أمام فيدرر، الذي عزّز رقمه القياسي باللقب السابع عشر في بطولات الغراند سلام. وهي المرّة الثانية التي تحتضن فيها ويمبلدون منافسات كرة المضرب في الألعاب الأولمبية بعد أولمبياد 1908. والذهبية هي الميدالية الأولى لموراي في الألعاب الاولمبية، في حين أحرز فيدرر ميداليته الأولمبية الثانية، إذ اضاف فضية اليوم إلى ذهبية زوجي الرجال التي أحرزها في بكين 2008 مع مواطنه ستانيسلاس فافرينكا. وكان البريطاني تغلّب على ديوكوفيتش 7-5 و7-5 في نصف النهائي يوم الخميس. وتفوّق موراي على فيدرر بواقع 9 انتصارات مقابل 8 للسويسري في المباريات، التي جمعت بينهما حتى الآن. وقدّم موراي أداءً رائعاً واستحق إحراز اللقب، فكسر إرسال فيدرر مرّتين في المجموعة الأولى وحسمها 6-2 في 37 دقيقة، ثم اكتسح منافسه في الثانية 6-1 في 46 دقيقة بعد أن كسر إرساله مرّتين أيضاً. كانت المجموعة الثالثة متكافئة نوعاً ما حاول فيها فيدرر الصمود لكن موراي، الذي حصل على مؤازرة منقطعة النظير من الحاضرين في الملعب لم يفوت الفرصة، ونجح في كسر إرسال السويسري مرّة واحدة من ثلاث محاولات سنحت له لينهيها 6-4 في 33 دقيقة. في المقابل، خاض فيدرر إحدى أسوأ مبارياته على الإطلاق منذ فترة طويلة، ولم يجد حلولاً كثيرة لتحرّكات موراي، كما ارتكب 33 خطأ مباشراً ولم تسنح له فرص كثيرة لكسر الإرسال، فتبخّر بالتالي حلم إحرازه الذهبية الأولمبية، إذ أنه سيكون في الخامسة والثلاثين في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016. لكن سجل السويسري يزخر بخمسة وسبعين لقباً حتى الآن منها 17 في الغراند سلام وهي ويمبلدون (أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009 و2012) وملبورن الأسترالية (2004 و2006 و2007 و2010) وفلاشينغ ميدوز الأميركية (2004 و2005 و2006 و2007 و2008) ورولان غاروس الفرنسية (2009). وقال موراي: "إنه أحد أكبر الانتصارات في حياتي، لقد تعرّضت إلى عدد من الهزائم المؤلمة في مسيرتي وإنها الطريقة الأفضل للعودة بعد نهائي ويمبلدون". وتابع: "لم أكن أتوقّع ما حصل في بداية الأسبوع، اعتقدت أنني قد أذهب بعيداً في الدورة ولكنني شعرت بحيوية كبيرة اليوم، إنه أمر مذهل". وكان موراي الشهر الماضي أمام فرصة أن يكون أوّل بريطاني يحرز لقباً كبيراً منذ 78 عاماً، حين توّج فريد بيري في البطولة الإنكليزية بالذات عام 1936، لكنه خسر أمام فيدرر في النهائي. وعزا فيدرر خسارته إلى الإرهاق الذي لحق به جراء مباراته الطويلة مع دل بوترو في نصف النهائي بقوله: "كانت مباراة صعبة ضد دل بوترو"، مضيفاً: "لكن آندي لعب جيداً وكان أفضل مني بكثير". وتابع: "لديّ الآن ميدالية في الفردي، وهذا ما كنت أريده". وخاض فيدرر مباراة ماراتونية مع دل بوترو في نصف النهائي حسمها 3-6 و7-6 (7-5) و19-17 في 4 ساعات و26 دقيقة، وهو رقم قياسي في مباراة من ثلاث مجموعات حتى الآن. يُذكر أن منافسات الرجال في ألعاب لندن أقيمت من ثلاث مجموعات وليس كما كان معتمداً سابقاً بإقامتها من خمس مجموعات، باستثناء المباراة النهائية.