عام 1976 في تونس وبدعوة من نادي النجم الساحلي تم تشكيل أول اتحاد للمعلقين والمذيعين الرياضيين العرب بحضور وتواجد عدد كبير من عمالقة المذيعين والرياضيين العرب في هذا التجمع الكبير الأول لهم على مستوى الوطن العربي ... وأذكر بعضاً منهم على سبيل المثال .. المصري محمد لطيف شيخ المعلقين الرياضيين العرب والإذاعي المصري فهمي عمر أشهر مذيع رياضي مصري ومؤيد البدري من العراق وعدنان بوظو من سوريا وعلي حميد من الإمارات وأحمد العربي من المغرب ومحمد المعوادي من البحرين وإبراهيم المحواشي وإسماعيل التريكي من تونس ومحمد رمضان وزاهد القدسي من السعودية والفلسطينيان موسى بشوتي وأكرم صالح من أل BBC وغيرهم كثيرون .. وقد كان لي الشرف عندما انتخبتني هذه الثلة من قادة الإعلام الرياضي العربي والزميل السعودي محمد رمضان المرئي نائبين لرئيس الإتحاد الذي ترأسه الزميل التونسي المرحوم إبراهيم المحواشي .. المهم أنه خلال هذه الدعوة الكريمة تمت أول تجربة كي يتعرف الإنسان العربي على أول تجربة للتعليق الرياضي العربي والتونسي ومن تصلهم إذاعة وتلفزيون تونس . وقد أقيمت بهذه المناسبة مجموعة من المباريات الكروية منقولة على الهواء مباشرة من الإذاعة والتلفزيون التونسي شارك فيها المعلقون الرياضيون العرب بكل لهجاتهم العربية التي استمتع بها من شاهدهم أو استمع إليهم وكانت تجربة رائدة مدهشة مهدت لأي تجمع في مجال التقديم والتعليق الرياضي بعد ذلك ، حيث استفاد إتحاد الإذاعات العربية من هذه الخطوة التي اتبعها عندما كان يستعين بالمذيعين والمعلقين الرياضيين في العديد من المناسبات والبطولات العربية والقارية والدولية لتقديمها والتعليق عليها .. وقد ساعد ذلك على إيصال هذه اللهجات فيما بعد كما نرى الآن في العديد من القنوات الرياضية المختصة اللهجة الخليجية والتونسية والمغربية والجزائرية والسورية والأردنية واللبنانية وغيرها خاصة بعد أن أصبحت السماء مفتوحة لكل عربي لكي يتابع من يقنعه من المعلقين والمذيعين الرياضيين العرب كل بلهجته . كانت المحبة والاخوة والروح الرياضية وعلاقات الإحترام المتبادل عنواناً لهؤلاء القادة من الإعلاميين الرياضيين العرب رغم أن أكثر من جيل شارك في هذه المناسبة الهامة التي عبرت عن تعاقب الأجيال . أنظر الآن في أنحاء الوطن العربي فلا أجد هذه الروح ولا أجد هذه الكفاءات إلا قليلاً جداً رغم أن الإمكانات تضاعفت في عصر الإنفتاح الإعلامي والتطور المذهل لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات . لقد كان كل زميل من هؤلاء الزملاء نجماً إعلامياً رياضياً مضيئاً في سماء الرياضة العربية لأنهم كانوا يملكون الكفاءة والمصداقية والموهبة والقدرة على التثقيف والتوعية والإقناع والتأثير على الرأي العام لصالح الرياضة والإعلام معاً دون أن تسيطر الجوانب المادية على مسيرتهم . لقد أعطوا للجماهير الرياضية كل شيء ولم يأخذوا سوى السمعة الطيبة والسيرة الحميدة والذكرى العطرة .. وهو ما نتمنى أن يقتدي به الجيل الحالي من الإعلاميين الرياضيين العرب .