جاء انتداب المعلق عصام الشوالي لديربي الدارالبيضاء بمثابة هدية من شبكة راديو وتلفزيون العرب للجماهير المغربية، لكن عصام يعتبر تعليقه على مباراة الغريمين التقليديين بمثابة حلم راوده منذ مدة. في هذا الحوار الذي أجري قبل الديربي يتحدث الشوالي عن تجربته وعن علاقته بالكرة المغربية من خلال نواديها، وعن حياته كمعلق رياضي يعيش الاغتراب، كما يبدي رأيه في قناة الرياضية. - كيف تم انتداب الزميل عصام الشوالي للتعليق المباشر على ديربي الدارالبيضاء؟ < لا بد أن أتوجه عبر هذا المنبر الإعلامي بخالص عبارات الشكر والامتنان لزميلي وأخي الكابتن محمد مقروف وأيضا الزميل عدنان الذي زكى مقترح مقروف، أشكرهما لأنهما فكرا في وساهما في تحقيق حلم لطالما راودني، وهو التعليق على مباراة ديربي المغرب بين الرجاء والوداد، منذ ثلاث سنوات وأنا أنتظر هذه الالتفاتة وحين تلقيت مكالمة هاتفية من مقروف شعرت بسعادة عارمة لأن الحلم تحقق. - لكنك قمت بالتعليق على مباراة ديربي بين الوداد والرجاء في طرابلس؟ < أنا أقصد المباريات الرسمية لأنه سبق لي التعليق على ديربي جمع الرجاء والوداد في ليبيا برسم دوري الصقر الوحيد، كان ذلك سنة 2003 والنتيجة هي التعادل، لقد قمت بالتعليق على العديد من الديربيات العربية ولكنني كنت أنتظر بشغف كبير التعليق على الديربي الأول عربيا والعاشر عالميا، إنني أريد أن أكتشف سر هذا التصنيف المتقدم ولماذا منحت الأفضلية لديربي الدارالبيضاء على حساب مباريات كلاسيكية كالتي تجمع الترجي والإفريقي في تونس أو الأهلي والاتحاد في ليبيا؟ هل هو ديربي مدرجات أو إبداعات الأقدام، بمعنى هل الفرجة يصنعها اللاعبون أم المتفرجون؟. - البعض يصنف الشوالي في خانة محبي الرجاء؟ < إن من يدعم هذا الموقف ربما يستند إلى كوني كنت معلقا للعديد من مباريات الرجاء البيضاوي، ولكوني استعمل عبارة «ديما ديما رجا» ولأن تعليقي على المباراة الخالدة التي جمعت الرجاء وأسيك أبيدجان في شهر رمضان من سنة 2002 والتي انتهت بأربعة أهداف لصفر، وأول مباراة مع الرجاء تعود لمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية بجنوب إفريقيا أمام كيب تاون، وآخر مباراة كانت في دوري أبطال العرب وجمعت الرجاء بوفاق سطيف بسطيف، ولكن لم تتح لي فرصة التعليق على مباراة طرفها الوداد إلا سنة 2008. - ما هي الديربيات التي تشرفت بالتعليق عليها؟ < أكبر الديربيات العربية كالأهلي والزمالك والهلال ضد المريخ في السودان، والهلال ضد النصر في السعودية، والفيصلي ضد الوحدات، وقمت بالتعليق على ديربي تونس بين الترجي والنادي الإفريقي لكن على المستوى الإذاعي فقط، المهم في مثل هذه المحطات ليس هو أن تعلق على المباراة بل أن تنجح في التعليق، والأهم أن أحمل في سجل تجاربي محطة ديربي المغرب. - عاتبك المغاربة بعد تعليقك على مباراة نجم الساحل التونسي والجيش الملكي؟ < (مقاطعا)، عبرت عن فرحتي بعد انتهاء المباراة ولم يسجل علي طيلة 90 دقيقة وهي زمن المواجهة بين الفريقين أي تحيز لهذا الطرف أو ذاك، لقد قمت بواجبي بالحياد اللازم واعتبرت بعد انتهاء المباراة أن الموضوع انتهى، للأسف في مجتمعنا العربي يتداخل الشخصي مع المهني، ومن الصعب جدا الكشف عن انتماء الصحفي رغم أن المسألة تبدو عادية في بعض الدول العربية، بل وهناك صحافة نوادي دون أي إحراج. - جددت تعاقدك مع شبكة راديو وتلفزيون العرب واضعا حدا لما قيل حول التحاقك بقناة الجزيرة بأية شروط مددت التعاقد؟ < لم يكن هدفي من وراء تمديد الارتباط مع إي أر تي هو المال لا أبدا، بعد 20 أكتوبر أصبحت معلقا على التظاهرات الكبرى كي لا أكرر نفس النمط وأصبح ضيفا ثقيلا على المشاهد العربي، لقد حطمت كل الأرقام الممكنة بل إنني في نهاية أسبوع واحد علقت على ست مباريات لهذا حان الوقت وأنا تجاوزت الأربعين من العمر للتفكير الهادئ في جوانب أخرى. - هل تعاني من الاغتراب لوجودك في الأردن بعيدا عن أسرتك وموطنك؟ < الحمد لله العالم العربي هو موطني لكن الشوالي يعاني من الغربة وهذه حقيقة لأنه يصعب على المرء أن يقضي عشر سنوات كاملة في المهجر، أنا أعيش لوحدي في عمان، أفكر في أسرتي الصغيرة في زوجتي وأبنائي وأتصل ساعات بهم لأطمئن على أحوالهم، مرة وأنا في المطار أستعد لتوديع زوجتي لاحظت أن إبني كان يبكي ويدعوني إلى البقاء في تونس إلى جوارهم، شعرت بزلزال يهز كياني وقررت أن ألغي السفر إلى الأردن لكنني وبإلحاح من زوجتي ركبت الطائرة بذهن موزع بين الغربة وأسرتي. - ما هي المباراة التي لا زال تعليقك عليها راسخا في الذاكرة؟ < هي مباراة تشيلسي ضد الأرسنال وكنت في حالة نفسية صعبة جدا لأنني تلقيت نبأ سيئا عن إبن أختي قبيل المباراة، كنت على وشك الاعتذار للمسؤولين عن القناة بسبب تدهور نفسيتي، لكنني قررت أن أكون في مستوى الحدث وأقدم جهدا مضاعفا فكان التعليق في أحسن المستويات لأن الأمر كان بالنسبة إلي أشبه بالتحدي. - هل تتابع قناة الرياضية المغربية وما رأيك في أداء معلقيها؟ < أتابع بين الفينة والأخرى برامج الرياضية المغربية وبكل صدق هي مبادرة رائعة لأنني شخصيا أستمتع ببرامج تزيح الغبار عن الذاكرة الرياضية، بالأمس استمتعت بمباراة تاريخية بين المغرب والكوت ديفوار وأيضا مباريات أخرى راسخة في أذهان الشعب المغربي، أعجبت أيضا ببرنامج يرصد حياة النوادي العربية كالأهلي والزمالك والترجي والعديد من الفرق العربية والعالمية، بل وتابعت أطوار البطولة الإفريقية لكرة اليد عبر الرياضية، أما على مستوى التعليق فقناة الرياضية منحت المشاهد المغربي والعربي فرصة اكتشاف عناصر شابة أمامها متسع من الوقت لتقول كلمتها في مجال التعليق التلفزيوني، بالأمس كان المغرب يضم ثلاثة أسماء أو أربعة لمعلقين لهم حضور في القنوات العربية، الآن هناك أسماء قادمة وأكيد ستقول كلمتها بعد أن تختمر تجربتها.