فاجأ السير أليكس فيرغسون العالم بالأمس كما اعتاد أن يفعل في السنوات الماضية ،لكنه لم يفاجئه لا تكتكياً ولا فنياً بل بخبر صادم عن اعتزاله التدريب ورحيله عن اليونايتد مع نهاية الموسم الحالي ...السير لم يمنح عشاق اليونايتد والكرة العالمية مهلة حتى لنهاية الموسم القادم فأعلن الرحيل بعد أكثر من ربع قرن مع اليونايتد صنع خلالها تاريخاً لا يمحى إلى درجة ان اسم اليونايتد بات مرتبطاً باسمه ...ومع معرفتنا بالتلاحم العضوي بينه وبين اليونايتد فإن الأمور بعد خروجه لن تكون كما كانت قبل ذلك وفي الحقيقة ستكون أقرب للخسارة منها للتغير ، فمالذي سيخسره اليونايتد مع رحيل السير : الجاذبية : سيخسر اليونايتد برحيل فيرغسون الكثير من جاذبيته التي عرف بها ...سواء بالنسبة للجمهور أم بالنسبة للاعبين الكبار للقدوم إلى الفريق ، فالسير هو الأساس في كاريزمية اليونايتد الكبيرة ، وهذا أمر لا يمكن نكرانه أبداً . قيمة فنية كبيرة : مهما كانت هوية المدرب الذي سيعوض فيرغسون ومهما علت قدراته الفنية فإنه لن يستطيع أن يقدم نفس الإضافة الفنية للفريق كالتي كان يقدمها السير على الأقل في السنوات القادمة ....ما كان السير يقدمه فنياً على أرضية الملعب لأن هذه الإضافة ناتجة معرفته العميقة ببيئة اليونايتد التي بناها بيده طوبة طوبة كما يقولون، فمن سيأتي بعده سيحتاج وقتاً طويلاً ليتعايش مع هذه البيئة . لاعبون كبار : قد يرحل الكثير من اللاعبين بعد رحيل السير الذي كان وجوده الرابط الأهم لهم مع الفريق ، وهاقد بدأنا نسمع عن قرب خروج بعض اللاعبين كوين روني الذي تحدثت الصحافة عن رغبته في الرحيل إلى البايرن . ثقة الجمهور : معظم ثقة الجمهور في الفريق كانت بسبب وجود السير على الدكة وبالتأكيد ستهتز ثقة الجمهور بقدرة الفريق على التعامل مع الأوضاع المختلفة بغيابه ، وهم بحاجة مع مدربهم الجديد لوقت طويل لكسب هذه الثقة مجدداً . المعرفة من أين تؤكل الكتف : لطالما امتلك السير عيناً ثاقبة جداً ، فالذي جلب كانتونا وبيكهام ورونالدو وفان بيرسي يعرف تماماً كيف يصطاد ويعرف تماماً كيف يصقل ...والأهم أن السير يعرف أيضاً متى يبيعهم ويتخلى عنهم كما فعل مع رونالدو وبيكهام ...ليس كل مدرب يعرف من أين تؤكل الكتف . عادة مانقول أن النادي أكبر من أي كان ...لكن في حالتنا هذه فإن اسم السير يعادل اسم مانشستر يونايتد إن لم يكن أكثر ، والسبب أنه هو من صنع التاريخ الحقيقي لمانشستر يونايتد والذي يفخر به المشجعون ، لذلك ستكون مهمة ملء فراغه صعبة للغاية ، وربما تكون مستحيلة كذلك، لكن يبقى الأمل لعشاق اليونايتد بأن السير يعرف ما يفعل ولابد من أنه حضر خليفة له ، وغالباً لن يتركه لوحده بل سيكون معه حتى يستطيع السير لوحده في قيادة هذه المنظومة العملاقة.
