خروج غيريتس إلى الإعلام الفرنسي والبلجيكي لينفي "خبر"، أو "إشاعة"، التفاوض مع الاتحاد البلجيكي لكرة القدم بخصوص عرض تدريب منتخب بلاده، ذكرني بخروج سابق لعلي الفاسي الفهري بخصوص "خبر"، أو "إشاعة"، تفاوض الجامعة الملكية المغربية مع إيريك غيريتس حين كان مدربا للهلال السعودي. فالرجلان معا اعتبرا، كل على حدة، وفي سياق معين، الدخول في مفاوضات مع مدرب في خدمة فريقه أمرا غير أخلاقي، ولا ينبغي القيام به، وتبين في وقت لاحق أن ما صدر عنهما ليس صحيحا، وأن الصحيح هو العكس تماما، إذ أن غيريتس والفهري فاوضا بعضهما البعض، بطريقة ما، رغم أن الأول كان "على ذمة الهلال السعودي". هل معنى ذلك أن غيريتس دخل بالفعل في مفاوضات مع اتحاد بلجيكا لكرة القدم؟ على كل حال الأخبار التي جاءت من الرباط تشير إلى أنه نفى ذلك في حديث له مع علي الفاسي الفهري، وهذا يؤكد شيئا واحدا فقط، وهو أن رئيس الجامعة كان يريد أن يسمع من الناخب الوطني شخصيا تكذيبه ل"الخبر" أو "الإشاعة"، حتى يطمئن قلبه، لأن "التجربة"، مع الشخص نفسه، علمته "يحضي سواريه". وهذا منطقي جدا، فإذا كان علي الفاسي الفهري وجد في إيريك غيريتس، الذي كان يدرب الهلال السعودي سابقا، بل ويوجد معه على مواعيد غاية في الأهمية آنذاك، وبشكل خاص على مستوى منافسات أبطال آسيا لكرة القدم، خير جليس، ونعم المفاوض، بشأن عرضه لتدريب أسود الأطلس، فأنى له إذن أن يطمئن ل"تكذيب" من غيره بشأن "خبر" أو "إشاعة" مفاوضاته مع اتحاد بلاده لكرة القدم؟ لنوضح حتى نفهم ونتفاهم. إذا كان الفهري هو من فاوض، عبر أشخاص معينين، غيريتس، الذي كان يدرب الهلال، وهما معا نفيا في حينه كل حديث عن الأمر، على أساس أن العملية برمتها تدخل في باب "العمل غير الأخلاقي"، فكيف للفهري أن يصدق بأن ما ورد في الصحافة البلجيكية، قبل أيام، بشأن تفاوضها مع غيريتس، "هو نيت"، ليس صحيحا؟ ما علينا. ما يهمنا الآن ليس هو ما إذا كان غيريتس يفاوض بليجكا أو غيرها، لأن هذا شأنه، "والرجل خصو يقلب على راسو". أما الأهم فهو الظروف غير الصحية التي تحيط بالمنتخب الوطني الأول، وتجعل المرء غير مطمئن تماما لمستقبله، سيما في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014، ونخص هنا بالذكر العلاقات المتوترة بين أعضاء المكتب الجامعي. في هذا الجانب بالذات لم يخرج أيا كان، لا الفهري ولا "عبو والريح" ليكذب أو يصحح أو يوضح. ربما لأن الصحافة البلجيكية لم تتحدث عن الأمر. إلى اللقاء