أكمل علي الفاسي الفهري أول أمس الأربعاء، أربع سنوات على رأس جامعة كرة القدم، التي تولى رئاستها في 16 أبريل من سنة 2009، فمن أي زاوية إذا يمكن النظر إلى حصيلة هذه الأربع سنوات. إذا كان المقياس هو المنتخب الوطني الأول، فمن المؤكد أن الحصيلة كارثية، فقد أقصي المنتخب الوطني من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي جرت بجنوب إفريقيا، كما أنه في طريقه إلى الإقصاء من مونديال 2014 بالبرازيل، علما أنه لم يحصل على بطاقة التأهل إلى كأس إفريقيا 2010، وحتى عندما تأهل إلى دورة الغابون وغينيا الاستوائية، وسافر وسط هالة إعلامية كبيرة وبمدربه «العالمي» إيريك غيريتس، فإنه خرج من الدور الأول، في أسوأ مشاركة للمنتخب الوطني في تاريخه ب»الكان»، وبتكلفة مالية كبيرة جدا. إذا كان المقياس هو الديمقراطية، فمن الواضح أنها غائبة عن جامعة الكرة، إذ لم تعقد طيلة أربع سنوات أي جمع عام، ولم تقدم الحساب المالي ولا الأدبي، بل إن رئيسها جاء بالتعيين، والمكتب الجامعي شبه مشلول، تنخره الانقسامات والحسابات الخاصة. إذا كان المقياس هو الاحتراف، فإن الجامعة مازالت لم تبلغه بعد، علما أنه للإنصاف يحسب لها محاولتها تنظيم اللعبة وتحسن البرمجة، وتطبيقها لقانون اللاعب الذي أنهى زمن العبودية في الملاعب المغربية، إذ أصبح اللاعب سيد نفسه والعقد الذي يربطه بفريقه، لكن في المقابل فإن هناك الكثير من الاختلالات، فدفاتر التحملات لم يتم تنزيلها بالشكل المطلوب، ووقع تساهل غير مفهوم، مما جعل العديد من فرق البطولة المسماة احترافية تتخبط وسط مشاكل مالية كبيرة لا أول لها ولا آخر، بل إن لاعبي عدد من الفرق خاضوا إضرابات للمطالبة بمستحقاتهم المالية العالقة، في وقت ظلت فيه الجامعة تتابع كأيها الناس معاناة الفرق وتخبطها. إذا كان المقياس هو الجامعة كمؤسسة، فإنها للأسف مازالت لم تصل إلى هذا المستوى، بل إن مصير الكرة المغربية بيد أشخاص بعينهم، يفعلون ما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب، وكأن الجامعة ضيعة في ملكيتهم، علما أن الطامة الكبرى هي التعويضات الخيالية التي بات يحصل عليها بعض أعضاء المكتب الجامعي، ممن باتت العضوية مهنة لهم. لقد قادت علي الفاسي الفهري الكرة المغربية في أربع سنوات إلى الهاوية، والمفروض أن يعترف الرجل بأخطائه القاتلة، وبأنه لم يكن عند أفق انتظار المغاربة.