فقد المنتخب الوطني نسبة كبيرة من حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل، عقب تعادليه المخيبين أمام غامبيا بهدف لمثله والكوت ديفوار بهدفين لمثلهما، علما أنه كان من المفروض أن يكون رصيده اليوم ست نقاط. الانطلاقة الخاطئة للمنتخب الوطني، لا يتحمل مسؤوليتها اللاعبون، فقد تابعنا كيف أن إرادتهم كانت كبيرة لتحقيق الفوز، وكيف أنهم استماتوا في الدفاع عن حظوظهم وتشبثوا بأمل التأهل، وعادوا في النتيجة مرتين أمام منتخب إيفواري لم تستقبل شباكه أي هدف طيلة مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بالغابون وغينيا الاستوائية وخسر الإيفواريون لقبها بالضربات الترجيحية أمام منتخب زامبيا. لقد أظهر لاعبو المنتخب، المحليون منهم والذين يمارسون بأوربا والخليج، أن الكرة المغربية بخير على مستوى المواهب، وأن بمقدور أي مدرب أن يشكل ليس منتخبا واحدا قويا ولكن ثلاث منتخبات بنفس القوة والعطاء والحضور. إن مشكلة المنتخب الوطني والكرة المغربية في المسؤولين عن تدبيرها، وفي أعضاء مكتبها الجامعي وفي استمرار اعتبار هذا المسؤول أو ذاك مرشحا ل«القصر» لا يجوز الاقتراب منه أو نقده أو حتى الدخول معه حلبة المنافسة من أجل الحصول على رئاسة الجامعة. اليوم، علت الأصوات المطالبة برحيل جامعة الفهري ومعها المدرب إيريك غيريتس، والمثير اليوم، أن من يطالب برحيل غيريتس هم أولئك الذين ظلوا يصفونه بالمدرب «العالمي» وب»الداهية» وب»رجل المرحلة»، والمدرب الذي سيغير تضاريس المنتخب الوطني، ويقوده من السفح إلى «القمة». إن المطلوب اليوم ليس رحيل المدرب غيريتس فقط، فقد أثبت هذا المدرب قبل حتى أن يصل إلى المغرب أن اختياره كان خطئا كبيرا، قبل أن يتأكد مع تناقضاته الكثيرة أنه خارج التغطية وغير مؤهل لقيادة منتخب وطني، بل إن المطلوب هو إعادة النظر بشكل جذري في طريقة تسيير المنظومة الكروية، وفي أن تتم إعادة اللعبة لأصحابها، ولمن يعرفون تضاريسها الوعرة، ولديهم القدرة على قيادتها في الاتجاه الصحيح. إذا كانت جامعة علي الفاسي الفهري أثبتت فشلها الذريع وأصرت على أن تربط نجاحها بالمنتخب الوطني الأول وليس بالكرة المغربية، فإن المفروض أن يتم حل هذه الجامعة ليس فقط لأن غيريتس فشل، فعدد من الجامعات يمكن أن تخطئ في اختيار مدرب وأن يقودها لنتائج كارثية، ولكن يجب حلها لأنها لا تعقد جموعها العامة ولا تقدم حسابها المالي والأدبي، ولأنه لا يمكن في جامعة من حجم جامعة كرة القدم، أن نأتي بمسؤول كالفهري ونطلب منه أن يدير الجامعة وينفذ التعليمات، دون أن تكون له القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، او حتى استشارة أهل الخبرة، علما أن رؤساء الفرق وأعضاء المكتب الجامعي الذين يلعبون دور «الكومبارس» يتحملون بدورهم نصيبا من المسؤولية جراء صمتهم القاتل.