لعل أبرز نقطة يمكن الخروج بها من لقاء المنتخب الوطني أمام نظيره الإيفواري، هو غياب رؤية واضحة للناخب الوطني إيريك غيريتس في وضع تصور عن الأسماء الأساسية لكتيبة الأسود، عندما اعتمد غيريتس في افتتاح التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014، على تشكيلة عرفت تغييرات حقيقية في عدة مراكز بشكل غريب وغير منتظر لكل من تابع المدرب البلجيكي منذ قيادته للكتيبة المغربية. قناعتنا بعدم جدوى عمل غيريتس على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني تزداد يوما بعد يوم، بيد أن الجديد في «حدوتة» غيريتس أن المدرب البلجيكي فاجأنا جميعا عندما غير في لائحة، واستدعى لأول مرة قائمة من لاعبي البطولة المحلية (حوالي 15 لاعبا) تفوق العناصر المحترفة التي لطالما شكلت نواة الفكر التدريبي لإيريك غيريتس، فهل كان ذلك عن اقتناع أم قصدا ... العلم عند غيريتس!!!؟ صحيح أن غيريتس لم يكن محظوظا البتة بسبب طاعون الإصابات التي اجتاحت صفوف الأسود، بدء من أسامة السعيدي مرورا بكريم الأحمدي، ثم ميكاييل بصير، فمبارك بوصوفة، ومحمد برابح وعبد الفتاح بوخريص، ولعل أصعب لحظات غيريتس كانت إصابة يونس بلهندة بباكو، قبل أن يقوم عادل هرماش بدوره بزيارة لعيادة طبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي. بيد أن هذا لا يصلح أن يكون عذرا للتغطية على اختيارات غيريتس، فمهما حدث فالناخب الوطني يتحمل جزء من المسؤولية باستدعائه لمجموعة من اللاعبين الذي لا نشك في قدراتهم على تمثيل المغرب أفضل تمثيل، لكن ليس بطريقة غيريتس عندما أقحم أسماء محلية للمرة الأولى في منافسات رسمية لم يألفوها على الصعيد الدولي. أليس هذا ضربا من المقامرة المجنونة.!!!؟ غيريتس لم ينجح في إقناعنا سوى بأمر واحد، وهو أنه لم يصل إلى المستوى الذي يؤهله للإشراف على «أسود الأطلس»، فعمليا فتدريب الأندية لا يقارن على الإطلاق بالإشراف على منتخب وطني، وإن كانت تجارب هذا الناخب قد تكللت بالنجاح، فإن الأكيد أن تجربته مع الفريق الوطني إلى حدود الساعة تكتب بالبند العريض «غيريتس أنت مدرب فاشل مع المنتخبات». الطامة الكبرى ليست في التعادل أو في فقدان حظوظ المنافسة، لكن في مواعيد التغيير التي اختارها غيريتس كنهج جديد يساير مسلسل انتقادات الإعلام الوطني والجمهور المغربي. كان على المدرب البلجيكي أن يفطن عقب الخروج الكارثي من نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، إلى هذا الأمر، حيث أن المساحة الزمنية (3 أشهر) كانت لتسمح له بالتوفيق نسبيا في اختياراته، وليس المقامرة بثورة في اختياراته على حساب حظوظ الفريق الوطني في التأهل إلى المونديال بأرض الصامبا. غيريتس يتحمل مسؤولية في المستوى الضعيف التي ظهرت به العناصر الوطنية رغم أنها تملك إمكانيات طيبة، فإنها قد اختفت من الواجهة بفضل مدربنا «العالمي»، والذي زج بلاعبين غير مجربين سواء كانوا محليين أو محترفين في مباراتين حاسمتين، فكانت النتيجة اقتناص تعادل بشق الأنفس، ولن نبالغ إن قلنا أن الحظ حالف «أسود الأطلس» في الاحتفاظ بحظوظهم من الناحية العملية، لكن من ناحية الواقع فقد ذهبت تلك حظوظ أدراج رياح اختيارات غيريتس الخاطئة. إن الارتباك الذي أظهره غيريتس عقب نكسة الغابون يجعلنا قلقين على مستقبل الفريق الوطني، إذ من المفروض على أي مدرب اهتزت معنوياته التدريبية وفوجئ بخصوصية الأجواء الإفريقية، أن يحاول تدارك ذلك بشكل سريع قبل الدخول في استحقاقات قادمة، غير أن الظاهر أن غيريتس ليس من هذه النوعية من المدربين.. عذره الوحيد أنه مدرب أندية وليس مدرب منتخبات. مع غيريتس علينا أن ننصح أنفسنا فقط بالتحلي بالصبر إلى أن يرحمنا الله منه، وترحمنا جامعة كرة القدم من الاستعانة بمدربين أجانب أثبتوا فشلهم واحد تلو الآخر. وعلى غيريتس مادام الواقع يفرضه كمدرب لمنتخبنا، وكتيبته أن يتناسوا حلم التأهل إلى المونديال، ويركزوا على حلم التأهل إلى العرس الإفريقي، على الأقل قد نتمكن من خطف تأشيرة الحضور ب (CAN 2013) قبل العودة كالعادة .. مبكرا.